رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

يحل السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، ضيفاً عزيزاً على مصر، فى أول زيارة له منذ توليه قيادة السلطنة عام2020، العلاقات بين مصر وعمان لها خصوصية وتتسم بالمتانة، لأنها علاقات تاريخية راسخة ومتجذرة تعود لأكثر من 3500 سنة، فأهلاً به وسهلاً فى بلده الثانى مصر. 

زيارة سلطان عمان لمصر هامة فى كل وقت، ولكنها الآن أكثر أهمية لأنها تأنى عقب قمة جدة العربية، وفى ظل تحديات عديدة تواجه الوطن العربى والعالم أجمع، وبالتالى تزداد رغبة البلدين الشقيقين فى تطوير التعاون والعمل المشترك فى كافة الاتجاهات والمجالات.

زيارة السلطان هيثم بن طارق لمصر الآن تحمل دلالات عميقة، وستكون دفعة قوية لرفع مستويات التعاون الاقتصادى والاستثمارات المشتركة، خاصة أن البلدين الشقيقين وقّعا خلال زيارة الرئيس السيسى إلى سلطنة عُمان فى 27 يونيو 2022م على ستّ مذكرات تفاهم واتفاقيتين وثلاثة برامج تنفيذية، ورسائل تعاون فى مجالات تعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية وترويج الاستثمار، وتنمية الصادرات والنقل البحرى والموانئ، وإنشاء وإدارة المناطق الصناعية وحماية البيئة، والاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين، بالإضافة إلى التعاون العلمى وبرامج تنفيذية للتعاون فى مجالات الشباب والرياضة والعمل والتدريب والتعليم العالى والبحث العلمى والابتكار.

وكان للقاء الرئيس السيسى مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات العُمانية، مفعول السحر فى تطوير العلاقات الاقتصادية وزيادة المشروعات الاستثمارية بين البلدين، حيث أكدت أحدث بيانات المركز الوطنى للإحصاء والمعلومات بسلطنة عُمان، أن حجم التبادل التجارى بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، شهد ارتفاعاً وتطوراً مستمراً من عام إلى آخر، وهو ما يدل على قوة ومتانة وحيوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين والتى تشق طريقها المنشود إلى آفاق أرحب وأوسع. 

ربما لا يعلم كثيرون أن مجموع الشركات المصرية المستثمرة فى السلطنة فى عام 2020 بلغ نحو 744 شركة بإجمالى رأس مال مستثمر يتجاوز مليارًا و856 مليون دولار أمريكى، والحقيقة أن هناك تشابهاً كبيراً فى السياسة الاستثمارية التى تنتهجها مصر وعمان فكلتا الدولتين تتطلع لأن تكون وجهة استثمارية رائدة، وكلتاهما تسعي لتنويع مصادر الدخل، ومصر وعمان تتمتعان بمزايا تنافسية، وإمكانيات كبيرة، وفرص واعدة ينبغى استغلالها، والحكومتان المصرية والعمانية وكافة مؤسسات الدولتين تسخر كل جهودها وطاقاتها لتذليل العقبات أمام المستثمرين، وإعطاء مساحة شراكة أكبر للقطاع الخاص.

التقيت سفير عمان بمصر السيد عبدالله بن ناصر الرحبى عدة مرات، وهو دبلوماسى بدرجة قدير لديه معلومات قيمة فى كافة الملفات والمحاور ويلعب دوراً مهماً فى التقارب المصرى العمانى، ولقد تابعت تصريحاته خلال اليومين الماضيين قبل ساعات من زيارة سلطان عمان، ورأيتها تعكس ما تحمله السلطنة من تقدير وعرفان بالجميل لمصر أم الدنيا، فقد تحدث عن العلاقة الثقافية بين البلدين الشقيقين وقال: «نستذكر بكل تقدير واحترام المعلم المصرى الذى أسهم مع بداية النهضة العُمانية فى تعليم أبناء عُمان».

العلاقات الدبلوماسية بين مصر وعمان تجاوزت 50 عامًا، وشهدت هذه السنوات أحداثًا كثيرة كشفت عن عمق ومتانة هذه العلاقة لعل أبرزها وقوف سلطنة عُمان مع مصر، إثر المقاطعة العربية عقب توقيعها اتفاقية كامب ديفيد.

القمة المصرية العمانية أمس ناقشت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتم التشاور فى قضايا هامة على المستويين الإقليمى والدولى، وحتماً ستعود مخرجات القمة بالنفع على البلدين سواء اقتصادياً أو سياسياً، وكذلك على كل البلاد العربية بما يخدم قضايانا ويصب فى مصلحة الشعوب.