رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى القواميس والمعاجم؛ الهَوَسُ هو طرف من الجنون وخِفَّة العقل، من أعراضه تضخُّم الأفكار وانتقالها السَّريع من موضوع إلى آخر دون التمييز بين قيم المعانى وسرعة تداعيها، و«هَوَسُ الإحراق» أى: نزعة لا تقاوم إلى إحداث الحرائق، وتهوَّس الشَّخصُ: أى صار به هَوَس، هكذا كان حال البعض من «مهاويس» الإعلام والسوشيال ميديا فيما يتعلق بمسار العلاقات المصرية السعودية. هؤلاء لا يستوعبون الدروس والعظات يأخذون مواقف حادة تصل إلى حد التطرف فى بعض الأحيان، بعيدة كل البعد عن المواقف الرسمية للدول، بعيدة كل البعض أيضاً عن السياسة وطبيعتها.
مصر والمملكة هما حجر الزاوية ونقطة الارتكاز للمنطقة العربية، والعلاقات المصرية السعودية بمختلف مناحيها وجوانبها هى علاقات تاريخية بما تعنيه الكلمة، العلاقات المصرية السعودية هى نموذج للعلاقات الاستراتيجية التكاملية، زيارة السيد الرئيس للمملكة، جاءت فى إطار شمولية العلاقات المصرية السعودية لكافة أوجه التعاون واستراتيجيتها، سياسيًا، اقتصاديًا، وعسكريًا وأمنيًا، على مستوى الجغرافية السياسية، فمصر والسعودية هما ركيزتا المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط بأكمله ومركز ثقله، وفى ضوء التحولات العالمية الجديدة واتجاه العالم نحو التعددية القطبية فى ضوء التراجع الأمريكى لصالح فواعل وأقطاب دولية أخرى مثل: روسيا، والصين. يصبح التنسيق والتعاون بين ركيزتى المنطقة ضرورة ملحة.
غير أن آفة حارتنا عدم الوعى، فالمنابر التى هاجمت عودة العلاقات المصرية القطرية لمسارها الطبيعي، هى ذات المنابر والأصوات التى كانت تسعى لإشعال الفتنة فى العلاقات المصرية السعودية. وللأسف بعض المنابر الإعلامية ساهمت فى ترسيخ تلك الحالة وذلك الشعور الكبير بالعداء، من خلال المواقف الحادة التى اتخذتها تلك المنابر الإعلامية من هنا وهناك، على النحو الذى شكل بيئة خصبة لأذناب الجماعة المحظورة وذبابها الإلكترونى لإشعال نار القطيعة أكثر فأكثر.
حالة عدم الوعى تلك نابعة من سوء إدراك وفهم واضح لطبيعة وماهية السياسة الخارجية المتغيرة، إذ تتغير السياسة الخارجية للدول نتيجة لعدد من المتغيرات المحلية والدولية السائدة. والسياسة المصرية الخارجية تنتهج موقفاً قائماً على التنسيق والعمل المشترك مع جميع الدول العربية لمواجهة التحديات والمخاطر التى تواجه الأمن العربى. على رأس ذلك أمن الخليج مجمعاً كأحد الثوابت الرئيسية والراسخة فى السياسة الخارجية المصرية، كما أن العلاقات المصرية الخليجية تمر بتطور نوعى كبير يعضد جهود التكامل العربى فى مواجهة التحديات الخارجية والواقع المأزوم للاقتصاد والأمن العالمى. الدليل الأبرز على ذلك أن تغيرات الأوضاع الدولية والإقليمية الجارية كانت كفيلة بإذابة كافة المعوقات فى مسار العلاقات المصرية القطرية، وعليه فالغاية الوطنية هى الهدف الرئيسى التى تسعى الدولة المصرية لتحقيقه، وأن الاستمرار أو التغير فى السياسة الخارجية المصرية محسوم دائماً بتحقيق المصلحة الوطنية، فلا عداءُ دائم ولا ودٌ مستمر، هكذا هى السياسة.