عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

أثناء حوارى مع ابنة شقيقتى هند وهى تتحسر على ما آل إليه حالنا، أثناء بحثها عن بناطيل لأبنائها بعيدًا عن موضة البنطلون الساقط من الخسر، ذكرت عبارة عبقرية وبعفوية شديدة أثناء حديثها معى حيث قالت.. (ضرورى يبقى فيه رقابة على الذوق العام) تتابع هذه الموضات التى فرضت نفسها على مجتمعاتنا، وإجبار أبنائنا على شراء موديلات معينة امتلأت بها الأسواق رغمًا عنا، ونجد صعوبة شديدة فى البحث عن البديل الذى نعرفه وتربينا عليه، ونريد أن يتربى عليه أبناؤنا بعيدًا عن الإسفاف الذى ساد أوساط الشباب.

التقطت الفكرة من ابنة شقيقتى، وجلست أبحث عن طريقة لعرض الفكرة، كما بحثت عن الجهة التى يجب عرض الفكرة عليها، والبحث عن الأشياء التى تتطلب توافر الذوق العام فيها، وأكتفى بعرضها للمناقشة والحوار، وإدارج بعض المقترحات لتضاف ضمن ما رصدته صاحبة الفكرة عن البناطيل الساقطة، وأول هذه المقترحات التى يجب أن تتولاها الوزارة أو الهيئة المقترحة، هو إصباغ كل ما هو وارد إلينا بصبغة طبيعة شعبنا صاحب الحضارة الفرعونية الممتدة لآلاف السنين، وطبيعة التركيبة المصرية الفريدة، التى تقوم على الأعراف الاجتماعية المتوارثة، واستحواذ المجتمعات الريفية والقبلية على معظم مساحة أراضيه، كما لا ننسى طبيعة الشعب العقائدية وحبه للتدين والاحتفال بالمناسبات الدينية، وإعداد مناخ ملائم لها.

فعلى سبيل المثال لا يجب أن تعرض مسلسلات تتناول قضايا العرى والمخدرات والغناء والرقص، فى شهر معروف بالعبادة والصوم والتصوف، ولا يجب ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم أن نجد اللافتات الإعلانية الضخمة تتصدر الميادين والكبارى والمحاور، بطريقة تخلو من الذوق العام، وتستعد بالعديد من المسلسلات ذات الأسماء والعناوين المستفزة، وتتابع الصحف نفس الأمر مقرونة بأجور الفنانين، التى تصل إلى مئات الملايين من الجنيهات كاجور فقط، بعيدًا عن المصروفات الأخرى لهذه الأعمال والتى تفوق أجور الفنانين، فى أوقات اقتصادية عصيبة تعانى منها جميع الطبقات بلا استثناء، أليست هذه الاستفزازات تتطلب وزارة للذوق العام الذى يتناسب فيه الحدث مع موسم العبادة، بدلًا من إقحام المؤسسات الدينية للاعتراض على المشاهد والألفاظ والسيناريوهات التى تتضمن هذه المسلسلات والإعلانات وبرامج الأكشن والمغامرات السخيفة، التى يقوم بها أحد الأراجوزات منذ ما يزيد على عشرة أعوام دون أن يقدم شيئًا مفيدًا للمجتمع الصائم.

ألا بجب أن تخضع الأغانى الهابطة وأسماء وأصوات أصحابها للذوق العام؟ لوقف ما يحدث فى وسائل المواصلات والمحلات والشوارع وبين سائقى التكاتك والمقاهى من تلوث سمعى سرى بين شبابنا كالنار فى الهشيم، ولم يقتصر هذا الحصار على هذه الوسائل فقط بل تخطاها لإجبار كل من يتحدث فى هاتفه أن يسمع هذه الأصوات أو ما يطلقون عليها كولتونات.

وألا بجب أيضاً أن تخلو أفلامنا من المشاهد غير الإخلاقية، التى تصور النجم وهو يتبول داخل دورات المياه، ولا ندرى ماذا تضيف هذه المشاهد للأعمال الفنية، ناهيك عن الألفاظ الخارجة والمشاهد المستفزة، التى تصور رجل الدين الإسلامى بأسوأ صوره، وتجعل هيئته وطريقة كلامه همجية فى كثير من الأحيان، فى حين أننا لم نر يومًا أية أعمال تنال من رجال الدين المسيحى أو اليهودى ولا تقل لى هذا الأمر متروكًا للرقابة الفنية على هذه الأعمال، فهناك الكثير من الأفلام والمسلسلات خرجت لدور العرض وأحدثت صخبًا وقلاقل واعتراضات رغم أنها حاصلة على ختم الرقابة.

ألا يجب أن يراقب الذوق العام المبانى العشوائية بالأحياء، وإلزام أصحابها بطراز معمارى معين أسوة بالمدن الجديدة، وتطبيق اقتراح الرئيس عندما طالب الأحياء بتوحيد ألوان العمارات والمنازل الملاصقة للطريق الدائرى بألوان موحدة تماشيًا مع الذوق العام.

وزارة الذوق العام أو هيئة الذوق العام، يجب أن تتولى مراجعة كل ما يتعلق بتخطيط الشوارع ويفط المحلات وألوانها واختيار عبارات وأسماء لهذه المحلات لا تخرج عن الذوق العام، فلا يجب أن تكتب على لافتة أحد محلات المأكولات.. تلوث، أو البغل أو الجحش إلى آخر هذه المسميات التى يرفضها غالبية الشعب المصرى أتمنى أن يصل هذا الاقتراح إلى الجهات التشريعية والتنفيذية وعلى رأسها مجلس الوزراء لإقرار الفكرة أو دراستها فى ضوء ما يتناسب مع الشعب المصرى رمانة ميزان العالمين العربى والإسلامى.