عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

استقبلت الأسبوع الماضى جمهورية الهند، الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدعوة رسمية من رئيس الوزراء الهندى ناريندا مودى، للمشاركة كضيف شرف رئيسى فى الاحتفال بعيد الجمهورية «74» للهند، الذى يوافق يوم العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950.

الزيارة فتحت عهدًا جديدًا فى العلاقات بين القاهرة ونيودلهى، وعكست التوجه الحكيم لدى القيادة السياسية المصرية لتوطيد العلاقات مع دول الشرق فى ظل انشغال الغرب بالحرب الدائرة فى أوروبا.

كما يعكس اختيار الهند للرئيس السيسى كضيف شرف الاحتفال، الرغبة فى استعادة الروابط التاريخية مع القاهرة وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية والاستفادة من قوة مصر وتأثيرها فى المحيط العربى والأفريقى، فضلاً عن الحاجة الملحة لإعادة تفعيل «حركة عدم الانحياز» لمجابهة الاستقطابات الدولية الراهنة.

مصر والهند تمتلكان تاريخًا عريقًا من علاقات الصداقة التى تقوم على أساس الروابط الحضارية والثقافية والاقتصادية وعلاقات عميقة الجذور بين الشعبين مستندة على القيم الثقافية المشتركة والالتزام بتعزيز النمو الاقتصادى والتعاون فى مجالات الدفاع والأمن والتقارب بين القضايا الإقليمية والعالمية، كما تعمل البلدان بشكل وثيق فى المنتديات الدولية ومتعددة الأطراف.

تعد مصر حاليًا من أهم الشركاء التجاريين للهند بقارة أفريقيا، وثالث أكبر سوق تصدير لمصر عام 2021، كما تعد الهند سادس أكبر شريك تجارى لمصر فى عام 2021، والشركات الهندية من أكبر المستثمرين الأجانب فى مصر، وتقوم أكثر من 50 شركة هندية باستثمار حوالى 3.15 مليار دولار أمريكى فى قطاعات متنوعة من الاقتصاد المصرى، بما فى ذلك المواد الكيميائية والطاقة والمنسوجات وتجارة التجزئة. وتوفر هذه الشركات فرص عمل مباشرة كما يقرب من 38 ألف مصرى، وتخطط العديد من هذه الشركات لتوسيع استثماراتها بضخ استثمارات تراكمية تصل إلى 800 مليون دولار أمريكى، كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا كبيرًا بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والآمونيا الخضراء فى مصر، ووقعت 3 شركات هندية رائدة مذكرات تفاهم مع الحكومة المصرية بقيمة 18 مليار دولار أمريكى.

ثورة 30 يونيو كانت حاضرة فى الزيارة، حيث شهد لها العالم ومنه دولة الهند بأنها أنقذت مصر من الفوضى، وقرر رئيس وزراء الهند هذا المعنى خلال استقباله الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ مصر من عبث جماعة مخربة كادت تقضى عليها، وقال قولته الشهيرة حياتى وحياة القوات المسلحة فداء الشعب المصرى، وانزاح «أهل الشر» وبقت مصر بقيادتها السياسة وشعبها وقواتها المسلحة وشرطتها، كما وصف رئيس الوزراء الهندى زيارة السيسى بأنها تاريخية، وشعر جميع الهنود بسعادة بالغة فى وجود الرئيس السيسى بينهم.

لم تكن زيارة الرئيس السيسى إلى الهند مجرد زيارة بروتوكولية عادية، بل تعتبر زيارة تاريخية وشديدة الأهمية وذلك بالنظر إلى مجموعة المقابلات رفيعة المستوى التى عقدها الرئيس السيسى مع رئيس وزراء الهند ورئيسة الجمهورية ورجال الأعمال، بالإضافة إلى النتائج الإيجابية التى حققتها هذه الزيارة، خاصة فى المجال الاقتصادى والتجارى.

ولم تكن الحفاوة التى أحاطت بالزيارة وليدة اللحظة وإنما عبرت تعبيرًا صادقًا عن عمق العلاقات التاريخية والحضارية بين الدولتين التى بدأت منذ عقود مضت حتى وصلت هذه العلاقة إلى مرحلة كبيرة من التنسيق فى المواقف والتوافق التام على كيفية حل المشكلات الإقليمية والدولية، كما نقلت هذه الزيارة العلاقات الثنائية إلى مرحلة يمكن توصيفها بأنها مرحلة العلاقات الاستراتيجية التى تعنى أن التفاهم والتعاون بين مصر والهند فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية العسكرية قد وصل إلى مرحلة غير مسبوقة سوف تظهر نتائجها بشكل أكثر وضوحًا خلال الفترة المقبلة بما يعود بالنفع على الدولتين.