عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها وغربها وسهلها وجبلها وأنهارها وبحارها وبنائها وخرابها ومن يسكنها من الأمم ومن يملكها من الملوك، فلما رأى مصر رآها أرضا سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة وتمزجه الرحمة، ورأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة وفى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنة تسقى بماء الرحمة.

واليوم موعدنا مع عاشق جديد لأرض الكنانة, سحره جمالها, ولم يستطع مقاومة حبها, عاش فيها حتى أصبح بمثابة واحد من أبنائها، ثم فارق الحياة فيها وورى جثمانه فى ثراها, ليس عاشقا عاديا , وإنما حالة فريدة فى عشق مصر من غير أبنائها.

فولكهارد فيندفور الصحفى الألمانى الذى عشق مصر وعاش فيها نحو 60 عاما قال عن نفسه» بالتأكيد أنا لست ألمانيا كأى ألمانى عادى ولا مصريا كأى مصرى لكن أكيد أن لدى صفات مكتسبة من مصر وأخرى موروثة من ألمانيا.. أُعجبت بهذا البلد ولم أشعر يوما واحدا حتى يومنا هذا أنى غريب عنه».

كانت هذه تصريحات صحفية قالها «فيندفور» قبل عدة سنوات، متحدثا عن علاقته بمصر، التى اتخذها وطنا بعد وصوله إليها قبل أكثر من نصف قرن وحتى وفاته فى مستشفى وادى النيل بالقاهرة فى 19 أكتوبر 2020 بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 83 عاما.

ولد «فيندفور» عام 1937 بمدينة إيسن بشمال غرب ألمانيا، وأصبح يتيما فى سن مبكرة فقد كان أبوه معلما لكنه شارك فى الحرب العالمية الثانية وقتل فيها، عندما كان سنه 6 سنوات، لتتولى أمه تربيته بعد ذلك ويتعلق بها بشدة ويعتز بها كثيرا.

بعد سنوات من انتهاء الحرب انتقلت الأم، وكانت معلمة أيضا، إلى مصر للعمل بالمدرسة الألمانية بالقاهرة، ثم لحق بها «فيندفور»، وسنه 17 عاما، ويتذكر تماما يوم وصوله إلى مصر، يوم الثالث والعشرين من سبتمبر 1955.

قبل وصوله إلى القاهرة بعامين بدأ فى تعلم اللغة العربية ذاتيا, وهو فى سن الخامسة عشرة, وبعد حصوله على الثانوية العامة الألمانية، قرر اجتياز امتحان شهادة الثانوية العامة المصرية وحصل على مجموع 76 %، ليحصل عام 1959 على منحة دراسية من قبل كمال الدين حسين، عضو مجلس قيادة الثورة آنذاك، فالتحق بكلية الآداب لدراسة اللغة العربية لمدة عام فى جامعة القاهرة وبعدها انتقل إلى آداب عين شمس فدرس بجانب العربية الفارسية والتركية والعبرية، «لكى يعرف لغات الشرق الأربعة»على حد تعبيره.

بدأ «فيندفور» العمل فى القسم الأوروبى بالإذاعة المصرية منذ إعلان قيام الجمهورية العربية المتحدة فى 22 فبراير 1958 وظل به لمدة ثمانى سنوات، مذيعا ومعدا ومترجما وغيرها من المهام الإعلامية.

وتركت أمه مصر وبقى هو فى القاهرة، غير أن مرض والدته فيما بعد، دفعه إلى مغادرة مصر والعودة إلى مدينة كولونيا ليبقى بجوارها, وفى كولونيا عرض عليه العمل بالقسم العربى براديو «دويتشه فيله» فالتحق به عام 1970 وأصبح رئيسا له، قبل أن يتركه ويرحل إلى بيروت، حيث أسس مكتبا هناك لمجلة دير شبيجل عام 1974, وعاش فترة الحرب الأهلية هناك واختطف خلالها قبل أن يطلق سراحه ويقرر العودة لمعشوقته مصر عام 1976، ويفتتح مكتب دير شبيجل بالقاهرة ويقوده على مدار أربعة عقود.

حفظ الله مصر وأهلها

 

[email protected]