مغلوب

فجأة تحولت منصات التواصل الاجتماعى خلال الأيام القليلة الماضية إلى ساحة لـ«اللطم» و«الولولة» بعد الضربات التى تلقاها «الجنيه» أمام العملات الأخرى.. فلم يفلت من عملة أجنبية، إلا وسجل أمامها تراجعات كارثية.

الجميع يعلم أن المشهد كان سيحدث، فى ظل متغيرات لم «تسمى» لا على اقتصاد وطنى، ولا عالمى حتى.. ربما كان رد الفعل مبالغاً فيه بصورة كبيرة، منذ فترة والمؤشرات والمتغيرات المحلية تشير إلى ضبابية بالمشهد، فكل المؤشرات كانت محبطة، ومتوقعة لحال «الجنيه».

لم يكن فى الأفق ما يدعو للتفاؤل أن العملة المحلية قد تستعيد قوتها أمام العملات الأخرى، فالموارد الدولارية تسير بمنطق «عد أغنامك يا جحا.. واحدة نائمة وواحدة قائمة»، فى ظل الحاجة إلى إليها لتوفير المستلزمات والخامات، والسلع.

المشهد المحزن على حال الجنيه «المغلوب» على أمره لم يكن مفاجئا فى ظل عدم وجود إنتاج وصناعة قادرة على تحقيق التوازن، وإحلال محل الواردات، لأنه بتوافر الإنتاج سيخفف عبء كبير ملقى على عاتق الاقتصاد، بل التوسع فى الإنتاج المحلى لن يحقق الاكتفاء بالسوق فقط، بل سوف يتيح الفرصة والتوسع فى التصدير للأسواق الخارجية، خاصة السوق الأفريقى الذى يمثل كنزا أمام الصادرات الوطنية.

تحاول الدولة بكل قوتها العمل على توفير العملة الصعبة بالعديد من الطرق، بدأت ببيع حصص، والتخارج من عدد من الشركات التدريجى، لمصلحة الاستثمارات الأجنبية، ورفع الطموحات فى الصادرات للخارج لتوفير الدولار.. خطوات مشكورة من الحكومة، لكل ما تقوم به لتوفير الدولار، لكن يظل الإنتاج بكافة القطاعات سواء الزراعى، أو الصناعات القائمة عليه «نمبر وان» فى تحقيق المعادلات الصعبة، وتوفير العملة.

خلاصة عدم وجود إنتاج لتلبية متطلبات السوق من سلع وخدمات، سوف يجعل المشهد كما هو عليه، دون التقدم بخطوة إلى الأمام، ويظل الجميع تحت رحمة الدولار، وارتفاع الأسعار المتسبب فيها العديد من المتغيرات التى لم تكن متوقعة، وأضرت بالجميع.

< يا="" سادة..="" الاتجاه="" للصناعة="" والإنتاج="" هما="" القادران="" على="" إعادة="" قوة="" العملة="" المحلية="" أمام="" غيرها="" من="" العملات="" الأخرى،="" غير="" ذلك="" لن="" يشهد="" تقدما="" للأمام="" وستظل="" العملة="" فى="">