عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

علاقة رجال الأعمال بالفن والثقافة غالباَ ما تكون للوجاهة الاجتماعية، وشيئاَ مكملا للبيزنس.. أو فى إطار التسويق والترويج للحضور الاجتماعى وكذلك للاستثمار سواء بالزواج من الفنانات، أو باقتناء اللوحات والتحف الفنية من كبار الرسامين والنحاتين، للتجارة فيها مثل أية سلعة أخرى أو لتزيين منازلهم بها للفشخرة.. وهؤلاء موجودون فى كل بلاد العالم.. وقليل جدا من رجال الاعمال يرتبطون بالفن والثقافة ارتباطاَ وطنياَ خالصاً!

وأعتقد أن آل ساويرس، وهم من أكبر العائلات الاقتصادية والتجارية فى عالم المال والاعمال فى المحيط المصرى والعربى والعالمي، من القلة التى كانت علاقتهم بالفن والثقافة، ومازالت، علاقة عضوية بمصريتهم لا شبهة فيها لبيزنس أو منفعة وواجهة اجتماعية، وبطريقتهم التى كانت فى البداية غير معلنة من خلال تقديم دعم مهرجان فنى أو ثقافي، عن طيب خاطر وعن حب حقيقى وليس اضطرارًا للتقرب من هذا الوزير أو ذلك المسئول!

وربما كان نجيب ساويرس من أكثر أفراد هذه العائلة ظهورًا إعلاميًا وسياسيًا منذ سنوات، ومؤخرًا ظهر اسم شقيقه سميح، وخصوصا مع انطلاق مهرجان الجونة السينمائي.. ولكن تظل علاقتهم بالفن والثقافة هى توجها عائليا وليس فقط مزاجا خاصا لبعض أفراد العائلة.. ويعلم من يشتغلون فى الشأن الفنى والثقافى والصحفى منذ سنوات ماذا قدمت أسرة ساويرس من دعم العديد من دورات مهرجان القاهرة السينمائى وإنقاذه من التوقف، عندما عجزت ميزانيات وزارة الثقافة والاتحادات النقابية الفنية عن تحمل تكاليف انعقاده.. ووقتها كان على رأس شركات ساويرس مؤسسها أنسى ساويرس ( 2021- 1930 )!

وما زال آل ساويرس من كبار الداعمين لمهرجان القاهرة السينمائى حتى آخر دوراته، فى وقت تصور البعض فيه تخليهم عن تقديم هذا الدعم مع انطلاق مهرجان الجونة السينمائى الذى تنظمه مؤسسة ساويرس الثقافية!

ومنذ أيام أعلنت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية، عن الفائزين بجوائزها فى دورتها الـ 18، وهى جائزة مهمتها الأساسية من الدرجة الأولى من بداية تدشينها عام 2005   هى التنوير ولا شيء آخر.. والإعلاء من قيمة الأدب والفن المصريين فى زمن كادت فيه قيم الابتذال والتردى فى الثقافة والسياسة هى السائدة، وراحت الكثير من المؤسسات الاعلامية والفنية الناشئة للانقضاض على الفن المصرى واستغلاله بنوايا ليست بريئة!

ووقتها كانت كل هموم جائزة ساويرس الثقافية هى استنهاض الروح المصرية فى الثقافة والفن، بتكريم رموز التنوير المصريين من الأدباء والكتاب، وتقدير ابداعاتهم فى مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيناريو السينمائى والنص المسرحى والنقد الأدبي.. وإبراز وتقديم الأعمال الأدبية المتميزة لشباب الأدباء والكتاب المصريين، بهدف تشجيع الإبداع الفنى وإلقاء الضوء على المواهب الجديدة وإتاحة الفرصة لجيل من الموهوبين المصريين للظهور.. وهى مهمة وطنية أكثر منها ثقافية!

لأن ما تفعله مؤسسة ساويرس لا يختلف كثيرًا عما تفعله المؤسسات الثقافية الرسمية.. من تكريم كبار الكتاب والفنانين وتشجيع الشباب الموهوبين.. وهو دور تستكمل به دور مؤسسات الدولة الثقافية ولا تتقاطع معها!

هناك أشياء جميلة فى حياتنا مبهجة.. قد ُيفسدها علينا بعض من الفساد والإرهاب.. ولكن سيظل إفسادًا مؤقتًا لبعض الوقت، وسيظل الكثير من الوقت متاحًا لكل من يريد أن يفعل شيئًا جميلًا ومنيرًا لحياتنا!

[email protected]