عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

كما لو أن الله يكافئ الكاتب الراحل وحيد حامد على صدقه الوطنى وأمانته الفنية فى ذكرى وفاته الثانية.. وجعل سيرته على كل لسان بالخير وبالحق...!

كانت الكلمة عند وحيد حامد سلاحه الوحيد منذ أن جاء من الشرقية للدراسة فى كلية الآداب قسم اجتماع.. ومن يومها ظل يحمل همومه الوطنية والإنسانية فى أوراق تضم حروفه وكلماته عن معاناة الانسان وحيرته فى الحياة فى شكل قصص قصيرة.. ثم أعمال درامية!

ومع صدور أول مجموعة قصصية له «القمر يقتل عاشقه» انطلقت معها تأثيرات أعمال وحيد حامد ككاتب على صناعة الدراما سواء كانت إذاعية أو تليفزيونية أو سينمائية.. ومنها امتدت هذه التأثيرات إلى صنّاع الدراما فى مصر والعالم العربي.. من منتجين ومخرجين وممثلين.. وكذلك إلى المتفرجين!

 ورغم ما يبدو أن الأدب خسر كاتبًا ولكن الفن كسب فنانًا متميزاً.. فعندما ذهب وحيد حامد إلى الكاتب المتفرد فى كتابة القصة القصيرة يوسف إدريس، وأحد أبرز اساتذته الذين تربى ثقافيًا وأدبيًا على أعمالهم.. ليستطلع رأيه فى مجموعته القصصية الأولى، حيث نصحه إدريس بالكتابة فى مجال الدراما.. واستمع حامد إلى استاذه واتجه فى البداية للكتابة المسرحية ثم للإذاعة وبعدهما للدراما التليفزيونية والسينمائية...!

ولا شك أن وحيد حامد، ككاتب سينمائي، ساهم فى صناعة السينما المصرية على مدى 45 عاماً، وذلك من خلال تقديم عشرات الأفلام القيمة.. فمع أول فيلم له «طائر الليل الحزين» عام 1977 بطولة محمود عبدالعزيز ونيلي، بدأت مرحلة جديدة ثرية فى السينما كانت محصلتها عشرات الأفلام المتميزة والبديعة.. وفوق ذلك كانت سيناريوهات وحيد حامد وراء صناعة العديد من المخرجين والممثلين والمتفرجين!

ومن الرصد السريع لتأثيرات الأفلام التى كتبها حامد على صناعة السينما، نكتشف إنها كانت بمثابة كلمة السر لانطلاق مواهب عظيمة مثل الفنان محمود عبدالعزيز، وكذلك الفنان عادل إمام خاصة فى الدراما التليفزيونية التى بدأها بمسلسل أحلام الفتى الطائر (1978)، وفى السينما بفيلم «الانسان يعيش مرة واحدة» (1981).. والكلام عن سينما وحيد حامد مع عادل إمام تحديدًا يحتاج إلى توثيق كامل، فقد صنعا معًا أفضل أفلام السينما المصرية ومنها الهلفوت، اللعب مع الكبار، المنسي، الإرهاب والكباب.. وحتى عمارة يعقوبيان!

نفس الكلام يقال عن الفنان أحمد زكى الذى قدم أجمل أفلامه مع وحيد حامد، وأهمها على الاطلاق فيلم البريء.. هذا الفيلم الجرىء الذى لا أعتقد يمكن صناعة فيلم بمضمونه وموضوعه مرة أخرى فى القريب.. وهو كان أحد أسباب بروز اسم ممثل عظيم مثل أحمد زكى فى تاريخ السينما المصرية.. يضاف إلى ذلك تأثيرات أعمال وحيد حامد على المخرجين.. والأهم تأثيراته على وعى ووجدان المتفرجين أنفسهم.. حيث انتقل المتفرج مع كل عمل إلى مستويات أرقى، وجعله لا يرضى من الآخرين سوى بالأفضل الذى اعتاد أن يراه مع كل أعمال مبدعنا الراحل وحيد حامد.. إنه علامة فارقة فى حياتنا بين الجمال والقبح.. والإصلاح والفساد!

[email protected]