رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم تتوقف رسائل القمة العربية الصينية التى جمعت بين القادة العرب والرئيس الصينى فى الرياض على الرسائل العامة الشاملة.. ولكن امتدت لتشمل رسائل فرعية مباشرة سواء لقادة بعينهم أو لدول أو الاثنين معا.

منذ اللحظة الأولى لدخول طائرة الرئيس الصينى الأجواء السعودية والرسائل تتوالى الواحدة تلو الأخرى.

الرسالة الأولى كانت للولايات المتحدة، الرئيس والدولة.

فمنذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الصينى كان الاستقبال الاسطورى وهو استقبال لا يجوز مقارنته بالاستقبال الذى جرى للرئيس الأمريكى فى يوليو الماضى أثناء مشاركته فى قمة جدة.

شوارع الرياض تزينت بالاعلام السعودية والصينية قبل وصول الرئيس الصينى.. طائرات مقاتلة من سلاح الجو الملكى حلقت فى السماء لتكون مصاحبة لطائرة ضيف المملكة وذلك بمجرد دخولها المجال الجوى للسعودية.. بالخيل العربى الأصيل وعلى السجادة الأرجوانية تم استقبال الرئيس الصينى بمجرد وصوله إلى قصر اليمامة.. مراسم غير عادية.. واستقبال فريد من نوعه يمثل رسالة قوية للضيف الآخر الذى كان هنا منذ أقل من 5 أشهر.

توقفت الصحف ووسائل الإعلام العالمية عند هذا الاستقبال الذى يمثل رسالة واضحة ومباشرة.. حيث وصف موقع CNN مراسم الاستقبال بأنها مراسم «لم يشهدها التاريخ»..وأشارت إلى التفاعل الواسع على مظاهر استقبال السعودية للرئيس الصينى.

كما أشار الموقع إلى قيام النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى بتداول صور ومقاطع فيديو من استقبال المملكة للرئيس الصينى وما وصفوه بمراسم «مهيبة» «لم يشهدها التاريخ».

وقالت CNN صراحة إن رحلة شى إلى المملكة تحمل رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة.. فعلى الرغم من مناشدات واشنطن المتكررة لحلفائها العرب فى الخليج لرفض الجزرة التجارية التى تقدمها الصين.. تستمر علاقة المنطقة مع بكين فى التطور ليس فقط فى التجارة ولكن أيضا فى الأمن.

وأضافت الشبكة: القمة تمثل «علامة فارقة» فى العلاقات الصينية- العربية، كما تمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لمحمد بن سلمان.

وصلت الرسالة كما أراد لها قادة السعودية فى الوقت المطلوب وبالمضمون الذى أرادوه.

وإذا تأملنا العبارات التى جاءت على لسان وزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى ختام أعمال القمة وكان أبرزها أن السعودية لا تؤمن بالاستقطاب أو الاختيار بين شريك وآخر وأنها لا تتعامل فى مسار واحد ومنفتحة على التعاون مع الجميع. وأن التعاون مع الصين لا يعنى عدم التعاون مع الولايات المتحدة.

هذه العبارات تؤكد أن الرسالة تم توجيهها بدبلوماسية غير مسبوقة وفيها من الحنكة والخبرة ما يؤكد أن روح عميد الدبلوماسية العربية المرحوم سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق ما زالت موجودة..

وصلت الرسالة وعلى الآخر أن ينتبه إلى ما جاء بين سطورها.