رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

جاءنى صوته من الكويت وهو يئن عبر الأثير رغم أجواء المكالمة التى اتسمت بالحميمية وسادتها نبرة من التفاؤل. حينما رحت أستوضح فى ضوء صعوبة تغافل ما هو عليه راح يبثنى شكواه، وأن كلامى معه جاء على «الوجيعة». حينما توسعت معه راح يبدى دهشته من دعوتى له بالعودة فى ضوء تصوراتى عنه بإقدامه وحبه للمغامرة والإنجاز مؤكدا أن المشكلة ليست فيه أو فى غيره وإنما فى الروتين بمصر. هالنى التعبير واستوقفنى وأبيت أن أمرره مرور الكرام. راحت أستمع له لعله يستريح ويفضفض عما فى نفسه. ذكر لى صديقى الذى هو فى عمر ابنائى أنه وفى ضوء عذابات الغربة وفى ضوء تأثره بما يثيره الرئيس السيسى بين الفينة والأخرى من ضرورة خروج المصريين عن نمطهم المعتاد فى التعامل مع قضايا الوطن وخوض غمار الاستثمار غير التقليدى قرر أن ينزل مصر ليقيم مشروعًا فيها ولأنه من أبناء قنا فقد قرر أن يكون المشروع هناك. كانت الفكرة هى مشروع لتسمين العجول ومع نزوله بدأ مهامه العملية لبلورة الكيان الذى تصوره. كانت البداية بالإجراءات الرسمية وهى إنشاء الشركة. يحكى صديقى الذى يذهلنى حماسه ورؤاه المتوقدة وتشع إنتاجًا وعملًا واستثمارًا أنه من هنا بدأت الحكاية. ذكر لى أن مبنى هيئة الاستثمار هناك بقنا ولا فى الأحلام.. زجاج إيه وفخامة إيه.. ولكن المشكلة فى العقول.. فقد صادف من المعوقات التى تعجزه عن إتمام خطوته ما يشيب له الولدان. ولأنه بدا بدون غطاء بعد العودة من الغربة، فقد قرر الاستماتة من أجل تنفيذ حلمه. غير أن المشكلة لم تقف عند هذا الحد وإنما فى الإيداع وفتح حساب مع البنك الذى حددته الدولة كأحد البنوك التى يجب التعامل معها لإنشاء مثل هذه الكيانات. يذكر لى والأسى يخرج من صوته أن المعاناة كانت تنتظره هناك رغم أنه ذاهب لكى يودع فلوس لا لكى يأخذ فلوس. سبعة شهور أمضاها فى رحلة شاقة وطويلة من أجل إنجاز أوراق إنشاء شركة لتسمين العجول بهدف الحصول على أرض تقدر بنحو خمسة فدان لإقامة المشروع عليها فى الظهير الصحراوى للمنطقة التى ينحدر منها والتى يستطيع أن يدير منها مشروعه. بعد جهد جهيد وبعد أن أنهى رحلة الاوراق بدأت رحلة الحصول على الأرض فكان المقترح قطعة فى الوادى الجديد تبعد عشرات الكيلو مترات عن المنطقة التى يريد الانطلاق منها لاعتبارات «لوجيستية» فى نظره تتعلق بالعمالة وحسن إدارة موارد الشركة، فضلا عن أن الصحراء ما أكثر الله سوى منها فى مصر ولكن حالت مشكلة توزع تبعية هذه الاراضى على الجهات المختلفة التى تمثل الدولة دون الوصول إلى حل. ولأن المطروح – أرض الوادى الجديد بما فيها من صعوبات – بدت له بداية الطريق إلى الفشل فقد هداه التفكير إلى التوقف عن تنفيذ الفكرة والاكتفاء بشرف الحلم وإقناع الذات بأنه جرت المحاولة، وكان القرار هو العودة مرة ثانية إلى البلد التى جاء منها.

يقول لى صديقى لقد كان رأس مال مشروعه مليون جنيه على ترتيب أن يزيد من حجم رأس المال من خلال علاقاته مع أصدقاء له بالدولة التى كان بها غير أن الروتين الحكومى حول كل تلك الأحلام إلى رماد.

[email protected]