رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع العمليات التى نفذها التنظيم الخاص للجماعة الإرهابية ومنها اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشي في ٢٨ ديسمبر  ١٩٤٨ في القاهرة، والذى أصدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين فى نوفمبر ١٩٤٨، وقد أصدر حسن البنا عقب هذا الحدث وقتها بيانا استنكر فيها الحادث و»تبرأ» من فاعليه تحت عنوان «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، أما حادثة العربة الجيب، هذه الحادثة كانت سببا فى كشف جميع أوراق التنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين من قبل الحكومة، وملخص هذه الحادثة عزيزى القارئ أن عادل كمال قام بنقل أوراق خاصة بالتنظيم الخاص للإخوان تحتوى أسرار هذا النظام ووسائله وأهدافه ومعها بعض الأسلحة المخصصة للجهاد فى فلسطين من شقة بحى المحمدى إلى أخرى بالعباسية لأحد الإخوة، مستعينا فى ذلك بسيارة جيب، كان يقودها الأخ مصطفى كمال عبدالمجيد، وكان معهما الأخ طاهر عماد الدين، وصلت السيارة الجيب إلى منزل إبراهيم محمود على بالعباسية، وكان من سكان هذا المنزل المخبر صبحى على سالم والذى كان فى خصومه مع الأخ إبراهيم محمود على ولاحظ هذا المخبر أن السيارة لا تحمل أرقاما، وكيدا فى خصمه وجاره الأخ إبراهيم محمود على أراد أن يضبطها كسيارة بدون ترخيص، ولكنه سعد لما رأى أن السيارة تحمل أسلحة ومتفجرات وأوراق، غير أن الإخوة الموجودين هربوا منه فلاحقهم واستعان بالناس صارخاً أنهم صهيونيون، فتم ضبط كلا من أحمد عادل كمال وطاهر عماد الدين، أما مصطفى كمال عبدالمجيد فلم يمسكوا به، ليذهب مباشرة إلى الأخ سعد كمال صاحب ورشة سيارات والتى كانت قريبة من منزل الأخ مصطفى مشهور ويخبره بما حدث، وذلك ليذهب الأخ سعد لإخبار الأخ مشهور والذى لم يكن موجودا بالمنزل حينها بل كان قدرا يسير فى نفس الشارع الذى ضبطت فيه السيارة الجيب، ومعه حقيبة بها أوراق عن أعمال الجهاد ضد المحتل واليهود ليودعها لدى أحد أقربائه، وجاء البوليس إلى منزل الأستاذ مشهور وفتشوه ولم يكن موجودا وقتئذ، وقد لاحظ هو والسندى والذى كان قد تأخر لشغل ما أن هناك بوليسا فلم يدخل البيت واستمرا فى سيرهما كل على حدة، وبعد التحقيقات تم القبض على مشهور والسندى وغيرهما وكانت المحاكمة.

أمام جرائم التنظيم الخاص وخروج قائده عبدالرحمن السندى عن الأهداف التى قام من أجلها، بدأ حسن البنا سلسلة من الإجراءات لتحجيم دور النظام الخاص، فهو لم يكن ليدرك خطورة سيطرة شاب فى عمر السندى على شباب لم تزد أعمارهم فى هذا الوقت عن ٢٥ عاما لأكبرهم ألهبهم الحماس للدعوة الإسلامية ورأوا أنفسهم حماة للإسلام خاصة بعد مشاركتهم فى حرب فلسطين فشعروا بأنهم حماة للدين نفسه وأن الاعتداء على جماعتهم اعتداء على الدين، قام حسن البنا كخطوة أولى بتقليص مسئوليات السندى فى المحور المدنى فى النظام الخاص الذى أصبح يتألف من «محور مدنى» وكان تحت مسئولية عبدالرحمن السندى، «ونظام خاص داخل الشرطة» وكان تحت مسئولية اللواء صلاح شادى، « ونظام خاص داخل الجيش» وكان تحت مسئولية الصاغ محمود لبيب ويعاونه عبدالمنعم عبدالرؤوف، وقد لعب هذا النظام الدور الأكبر فى حرب فلسطين، وقد كان ذلك سبباً لعداوة السندى الذى شعر بالرغبة فى التخلص منه لصلاح شادى الذى كان يقاسمه إدارة النظام.

اغتيل مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا فى ٢ ديسمبر ١٩٤٩، وقرر حسن الهضيبى حل التنظيم ولكن بشكل تدريجى، حيث استطاع مساعدوه استمالة سيد فايز القيادى فى التنظيم الخاص ليتعرفوا على أسرار التنظيم التى أخفاها عبدالرحمن السندى عن البنا نفسه، وقرر الهضيبى إعادة تشكيل التنظيم من داخل الجماعة ودخل فى صدام مع الجهاز الخاص وقياداته الذين قام بتغيير معظمهم ودمج النظام الخاص فى أجهزة الدعوة العلنية حيث سكن أعضائه داخل الوحدات الإدارية الإخوانية وقام بتوحيد قيادة الجماعة حيث أصبح المسئول الحقيقى عن هذا التنظيم هى المكاتب الإدارية فى الإخوان، ورغم قوة التنظيم الخاص داخل تيار الإخوان، إلا أنّ أعضاء الجماعة يؤكدون دائماً أنّ العمل المسلح انتهى مع التأسيس الثانى لجماعة الإخوان، بعد خروجهم من المعتقلات، فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى، واستمر ذلك النفى حتى الآن، رغم استمرار العمليات الإرهابية التى تورط فيها أعضاء جماعة الإخوان، وتزعم الجماعة دائماً أنّه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأى عمل مسلح، وللحديث بقية

[email protected]