عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

أثارت ندوة توقيع كتاب (قرن الجحيم - ٦ درجات على نهاية العالم) للكاتبة الأديبة الكبيرة حنان أبوالضياء.. مجموعة من القضايا المهمة التى تهم صناعة الكتب، منها عشوائية وفوضى حركة النشر، والتى تحولت إلى تجارة بعيدة عن قيمة ما ينشر، أو على الأقل تظلم أعمالا جادة من الظهور للنور فى مقابل نشر أعمال أخرى هى لمجرد الفرقعات الإعلانية.. أسعدنى حديث ناشر الكتاب المثقف ياسر رمضان، الذى بشر بمستقبل افضل للكتاب بعد انتهاء معرض القاهرة الدولى للكتاب العام القادم، بإذن الله، حيث ستحدث غربلة شاملة من شأنها نصرة الأعمال الجادة وطرد الغث والمتدنى.

ما يحدث حاليًا فى حركة نشر الكتب فى مصر، حدث فى الثمانينيات من القرن الماضى، انتشرت أعمال ماتت فور ميلادها وفى المقابل اضطر الجادون طبع أعمالهم الأدبية بأسلوب الماستر، وكم من هذه الكتب نجح فى اختراق العالمية، فقد تم ترجمة كتب من هذا النوع للأدباء حلمى سالم، ويحيى الطاهر عبدالله، ود. يسرى خميس، وغيرهم.. بل إن هذا النوع من الطباعة انتشر بين المثقفين وخاصة بعد نجاح مؤتمر المثقفين الذى عقدة الشاعر أحمد زرزور عام ١٩٨٣، وكان من بين توصياته تقنين نشر الكتب والاعتراف بكتب الماستر، واستمر هذا الوضع حتى عام ١٩٨٥ بعد ان تولى الدكتور أحمد هيكل، وزارة الثقافة واهتم بحركة النشر وتنويع أشكالها، كما قنن أساليب النشر فى قصور الثقافة، وكان يحرص على ان يباع الكتاب بأسعار زهيدة تناسب طلاب المدارس والجامعات.

كان هذا التطور مؤشرًا لاعتدال حركة النشر الخاصة أيضًا، اليوم حقا نحتاج إلى حركة تصحيح وغربلة لتقويم النشر، فى ظل تحديات أخرى تواجه الكتب مثل الارتفاع المفاجئ فى أسعار الورق، وهو ارتفاع غير مسبوق وفى المقابل تراجع بيع المطبوعات بأنواعها والاعتماد على الأشكال الإلكترونية المختلفة، وبالتالى ارتفعت أسعار الكتب، والحصاد هو حالة من التشتت ولهذا كان لابد من الوصول لمرحلة إعادة التقييم.

وأعتقد كذلك أننا لابد أن نستفيد من تجربة لبنان فى صناعة الكتب،  والتى لا تزال متصدرة الساحة العربية والشرق أوسطية، وهم يجيدون أساليب تطوير الصناعة لتكون منافسة لنظيرتها العالمية، هؤلاء المغامرون أسسوا مطابع تحت الأرض أثناء سنوات الحرب الأهلية، ولم تتأخر الكتب وكذلك الصحف.. وفى عام ١٩٩٢ حدثت أزمة أخرى فى الكتاب اللبنانى بعد ارتفاع سعر الورق وندرة أحبار الطباعة وتغلبت أيضًا لبنان بجهود ذاتية على هذه الأزمات.

[email protected]