رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

 

أثار التقرير الذى أصدره البرلمان الأوروبى بشأن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر موجة من الغضب عند المصريين، بسبب افتقاد هذا التقرير للمصداقية والحياد من جانب، وعدم ملاءمته للواقع المصرى من جانب آخر، وصدرت بيانات عديدة سواء من البرلمان المصرى بغرفتيه أو من الأحزاب والقوى السياسية والمدنية تدين هذا التدخل فى الشأن الداخلى المصرى.. والحقيقة المجردة هى أن الغرب أصبح يستخدم قضية حقوق الانسان فزاعة فى مواجهة بعض الدول، وهو ما يشكل أكبر هدر لحقول الانسان يمارسه الغرب على الدول الفقيرة وشعوبها، بسبب المصالح التى يسعى الغرب لتحقيقها من خلال فزاعة حقوق الانسان والضغط على الدول لتحقيق مصالح وأهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، وليس أدل على ذلك من ممارسة شتى الضغوط لنشر قيم ومبادئ تتعارض وثقافة وقيم دول مسلمة مثل إلغاء أحكام الإعدام، وحقوق الاجهاض وزواج المثليين، وغيرها من الحقوق التى تشكل أعلى درجات من الرفاهية للإنسان بغض النظر عن الدين أو الاعتقاد أو حتى العرف السائد فى المجتمع، وتسعى حكومات الغرب لسن القوانين التى تحمى هذه الحقوق.. ولكن فى المقابل ومن المؤسف أن الغرب ذاته لا يرى حقوق الانسان الاساسية مثل الفقر والمرض والجهل، ولا يشغله أن يجوع المواطن، وأن يموت الآلاف بسبب انعدام الطعام، ولا يشغله مرض الانسان ووفاة الملايين بسبب عدم قدرتهم على العلاج، والغريب أيضًا أنه لا يشغله جهل الانسان وعدم قدرته أو قدرة بلاده على توفير التعليم له، وكل ما يشغله أن هذا الانسان الجاهل يقول ما يحلو له ويفعل ما يحلو له دون أن يحاسبه القانون، ولا يشغله أيضًا أن يكون هذا الانسان بلا مسكن مناسب، وبلا خدمات تقدم له وإنما يشغله أن يكون هذا الانسان حرا فى كل ما يفعله بغض النظر عن إهدار كل حقوقه الاساسية.

للأسف الشديد الغرب يعى تمامًا ما يفعل، ويعى أكثر أنه وصل إلى هذه الحالة من الرفاهية بعد مئات السنين، وأن هناك كثيرا من شعوب العالم مازالت تبنى نفسها وفى حاجة إلى عشرات السنين لتحقيق وتقديم حقوق الإنسان الأساسية سواء كانت فى شكل خدمات أو مستلزمات أساسية، والغرب يعى أيضًا أن هناك دولا تفتقد تمامًا إلى الديمقراطية والحريات العامة وتمارس شتى أشكال الديكتاتورية، ولكنه لا يستطيع أن يقترب منها بسبب قوتها العسكرية أو الاقتصادية ويخشى على مصالحه معها، ويجب ألا ينسى الغرب الذى يؤرقه صدور أحكام قضائية ضد نشطاء ارتكبوا جرائم فعلية وحرضوا على القتل، أنه مازال يمارس أعلى معايير اهدار حقوق الانسان، منذ أن بدأ بالحرب العالمية الأولى، ثم الحرب العالمية الثانية التى استخدم فيها القنبلة النووية لابادة البشر فى اليابان من أجل مصالحه وأهدافه، ولا يجب أن ينسى الغرب صناعة الحرب العراقية الكويتية لابتزاز دول الخليج من جانب وتسويق أسلحته من جانب آخر والتى تعد المصدر الرئيسى للاقتصاد، والآن نعيش واحدا من أسوأ سيناريوهات الغرب بسبب صناعة الأزمة الروسية الأوكرانية التى استفادت منها كل الدول الكبرى وتسببت فى أزمة غذاء عالمية تعانى منها الدول الفقيرة، وأيضًا أدت إلى هجرة ملايين الأوكرانيين ومعيشة الآلاف فى الأنفاق ومقتل عشرات الآلاف، وجميعها بسبب المصالح الاقتصادية الكبرى وكان ضحيتها هو الإنسان.

حمى الله مصر