رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

رغم ما بدا أنه انتصار لأوكرانيا بعد انسحاب روسيا من «خيرسون»، وهى العاصمة الإقليمية الوحيدة التى كانت تحتلها روسيا، إلا أن نهاية الحرب ما زالت بعيدة، وهذا ما أفصح عنه «يورى ساك»، وزير الدفاع الأوكرانى فى معرض تنبيهه إلى الوضع الراهن قائلاً: «من السابق لأوانه أن نشعر بالارتياح. ما حدث يجسد لحظة مهمة للغاية، لكننا لا نزال بعيدين كل البعد عن نهاية الحرب»، ورغم أن «فلاديمير بوتين» لا يستطيع الهرب من تداعيات تراجعه فى أوكرانيا بعد انسحابه من «خيرسون»، إلا أن الكرملين ينفى الهزيمة، ويعود ليؤكد أن «خيرسون» تنتمى لروسيا رغم الانسحاب منها، وبذلك ظهر انسحاب روسيا من «خيرسون» وكأنه نقطة تحول فى الحرب، ليس بسبب هذه المدينة التى باتت محطمة، وإنما للتداعيات التى قد تحدث لاحقاً من جراء ذلك.

ولا شك أن موسكو يراودها الأمل فى أن تتمكن من إبطاء تقدم القوات الأوكرانية فى الوقت الذى تشعر فيه «كييف» بانتصار كبير، غير أن الغرب يراوده القلق والمخاوف من أن إحراز الأوكرانيين للنجاح قد يدفع بالرئيس الروسى «بوتين» إلى التصعيد، غير أنه لا ينبغى أن نفسر الانسحاب الروسى من «خيرسون»، بأنه نجاح لأوكرانيا وهزيمة لروسيا، فالانسحاب قد يكون طوعاً من جانب روسيا بوصفه إعادة تموضع للقوات الروسية من أجل تجهيزها لتكون على أهبة الاستعداد لدخول معارك جديدة تحقق النصر لروسيا، وعليه فإن ما أقدمت عليه موسكو ليس إلا انسحاباً ناجحاً من أجل الاستعانة بالقوات المنسحبة فى تحصين خطوط دفاع جديدة، بل إن هناك من يرى بأن الانسحاب الروسى من «خيرسون» هو أفضل قرار اتخذه جنرالات «بوتين» منذ أن أطلقوا عملياتهم العسكرية فى أوكرانيا فى الرابع والعشرين من فبراير الماضى، فلربما رأى قادة الجيش الروسى أن «خيرسون» لا يمكن الدفاع عنها، وأن الاستمرار فيها من شأنه أن يهدد بخسائر كبيرة فى الرجال والعتاد ولربما كانت هذه هى المرة الأولى التى ساد فيها التعقل على العناد.

أما الكابوس الماثل أمام الغرب فهو احتمالية أن يرى الأوكرانيون الفرصة أمامهم مواتية للهجوم المباشر على «شبه جزيرة القرم»، وهى التى تعنى الكثير للرئيس «بوتين»، بل لمعظم الروس. ذلك أن «بوتين» يعتبر أن خسارة «القرم» المحتملة هو تهديد وجودى لسلطته، فلقد أثبت «بوتين» أنه قد يكون عقلانياً ويقبل بالخسارة كما فعل عندما تخلى عن السيطرة على العاصمة «كييف» فى مارس الماضى، وعن «خيرسون» اليوم. بيد أن الخوف ينبع من أنه إذا ما واجهت «القرم» تهديداً مفاجئاً وغير متوقع فقد يلجأ «بوتين» عندئذ إلى استخدام الأسلحة النووية.

وما من شك فى أن ما يحدث من تطورات على الأرض يظهر سعى «بوتين» لحرمان أوكرانيا من تحقيق فوز سريع، ولهذا قد تطول المعركة لا سيما مع قدرة روسيا حتى الآن على الاستفادة من مواردها للحفاظ على استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، أما ما يأمله «بوتين» من وراء ذلك فهو زعزعة استعداد الغرب للاستمرار فى دعم أوكرانيا بالسلاح والمال من أجل إلحاق الهزيمة بروسيا تحت دعوى إنهاء الحرب التى هزت أسواق الطاقة العالمية وفاقمت نقص الغذاء.