رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

فى أوقات المحن والشدائد التى يمر بها العالم تتجه أنظار الشعوب إلى القادة والرؤساء فى اجتماعاتهم ومشاوراتهم على أمل أن يكون هناك حل يبدد المخاوف ويضع نقطة ضوء فى نهاية النفق المظلم.

تعلقت آمال الشعوب بقمة المناخ التى انعقدت بشرم الشيخ، وقد حققت نجاحات ملموسة على مختلف الأصعدة خاصة فيما يتعلق بإجماع القادة والتفافهم حول دعوة الرئيس بضرورة وقف الحرب الروسية - الأوكرانية التى تهدم السلام والأمن العالمى. واتفق القادة على خطورة قضية المناخ وتحولت القمة إلى منحى دعا إليه الرئيس، وهو ضرورة التنفيذ، فكانت الاتفاقات والمبادرات العالمية التى لاقت قبولاً واسعًا من مختلف الدول.

وبالأمس انعقدت قمة أخرى لا تقل أهمية عن قمة المناخ، وهى قمة العشرين. حيث اجتمع قادة الدول الكبرى التى تقود العالم سياسياً واقتصادياً، وكان الاجتماع هذه المرة استثنائياً، حيث المخاطر والعواصف والتقلبات السياسية والاقتصادية تكاد تعصف بالشعوب وتدفع نحو هاوية سحيقة قد تصل إلى حرب عالمية جديدة.

انعقدت القمة وسط مخاوف من امتداد الحرب الروسية - الأوكرانية خاصة بعد سقوط صاروخ روسى الصنع وسط بولندا ودعوة حلف الناتو إلى الاجتماع، ونظراً لخطورة التطورات جاءت دعوة الرئيس الأمريكى بايدن للقاء القادة والزعماء للتحدث معهم فى الأمر.

كانت روسيا هى الحاضر القوى فى القمة.. وكان الرئيس بوتين هو الحاضر الغائب على رأى غسان شربل فى الشرق الأوسط.. فالتطورات الميدانية فى أوكرانيا فرضت نفسها على القادة الذين انقسموا ما بين مؤيد للتفاوض والحل السلمى، وآخر يطالب بالوقف الفورى وإدانة الجانب الروسى.. فشل القادة فى التوصل لقرار موحد، وهو ما يكشف عمق الأزمة وخطورتها، فالدول الغربية ومعها أمريكا فشلت فى إصدار بيان إدانة، حيث اصطدمت بروسيا العضو فى نفس المجموعة.. وكان الرئيس بوتين هو الحاضر الغائب.. فالغياب كان سياسياً ربما أراد أن يهرب من مواجهة بايدن وقادة أوروبا، أو تفادى نظرات الشماتة التى كانت ستلاحقه بسبب تعثره وانسحاباته المتكررة من إقليم إلى آخر.. لكن فى النهاية كان حاضراً بقراراته وتصريحاته، والتى كان آخرها الانسحاب من الاتفاق الغذائى الخاص بالقمح الأوكرانى ووضعه شروطاً للعودة.. كان حاضراً بسبب المخاوف من استخدام النووى.. كان حاضراً من كثرة التساؤلات حول قراراته المستقبلية، وإلى متى تصل الأمور.

الشىء الوحيد الملموس فى هذه القمة هو الحوارات واللقاءات الثنائية بين قادتها، خاصة اللقاء الذى كان مرتقباً بين الرئيس الأمريكى والزعيم الصينى، وهو لقاء ربما كان بروتوكولياً لا أكثر ولا أقل.

وربما كان أبرز القادة الذين أجروا لقاءات مكثفة مع عدد كبير من القادة هو الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى الذى كان محوراً رئيسياً فى معظم اللقاءات والمناقشات التى دارت على هامش القمة.

انعقدت قمة العشرين وانفضت وستنعقد قمم أخرى قريباً وتبقى الآمال والطموحات التى تتطلع إليها الشعوب ربما تتحقق بعد حين.