رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعد الشيخ أبوالوفا الشرقاوى (1897-1961) من كبار المتصوفة بصعيد مصر وقد وُلد فى إحدى قرى فرشوط فى أسرة صالحة وكان والده من العُبّاد العلماء وانتقلوا إلى نجع حمادى، حيث أقاموا هناك ولهم ساحة عامرة لا تزال تستقبل ضيوفها بكل كرم وترحاب، وقد أثروا فى المجتمع إيجابًا ومحبة فهم يُصلحون بين المتخاصمين ويهدون الناس إلى صراط الله المستقيم، وكان الشيخ أبوالوفا الشرقاوى يقرض الشعر وله ديوان شعر نشر الشيخ حسنين مخلوف والشيخ محمد فؤاد شاكر والدكتور محمد على المصرى بعض قصائده. ويعكف د. سيد حشمت أبوفرغل على نشر ديوان شعره كاملًا ومن يقرأ قصائده يشاهد أحواله ومقاماته وتمكنه اللغوى والبلاغى والعروضى وقد كان- رحمه الله- بجانب زهده وتعبّده صوفيًا سياسيًا يشغل نفسه بقضاء مصالح الناس وقضايا بلده وأمته، ولا يزال موقفه السياسى من مؤازرة الزعيم سعد زغلول القطب الوفدى الذى رافقه فى رحلته من جرجا لأسوان فى باخرته متحديًا الاستعمار والقصر وأعوانه ونادى خطابةً وشعرًا مطالبًا بانتهاء الحماية ودحر الاحتلال، ووجوب مقاومته حتى استقلال البلاد، وقد تبعه فى هذا الموقف الوطنى الشجاع جمهور الناس ومحبو الشيخ ومريدوه وقد حفظ سعد زغلول للشيخ أبوالوفا هذا الموقف المعلن الجرىء قولًا وفعلًا وشعرًا. فقد تحمّل الشيخ كثيرًا من المصاعب فى سبيل مواقفه الوطنية الشجاعة التى كان منبعها فهم الدين الصحيح وتغليب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية؛ كما أن هذا الموقف يرد على هؤلاء الذين يرون الصوفيين منعزلين عن قضايا بلدهم وحوائج الناس، ودراويش التكايا فهو مثل واضح على الصوفى الزاهد الشجاع الرائد. وقد جهر بقوله مؤيدًا ثورة 1919 ومفوضًا سعد زغلول من قبل قائلًا:

لجنة التحقيق إنّا/ قد أَنَبْنا الوفدَ عنّا

فاسْألوا «سعدا» يُجِبْكمُ / لا جواب اليومَ مِنّا

وقد صار هذان البيتان تفويضًا شعبيًا لسعد زغلول ورددهما الناس فى سائر مصر، وقد قال الزعيم سعد زغلول فى إحدى خطبه الشهيرة: «إننى سعيد حيث أسعدنى الحظ بلقاء شيخنا الأستاذ أبى الوفاء الشرقاوى، هذا الرجل الذى له فى قلبى منزلة سامية كما أرسل الشيخ برقية إلى ماهر باشا رئيس وزراء مصر مرحبًا بقراره عدم مشاركة مصر فى الحرب العالمية الثانية، لقد كان صوفيًا خلوتيًا شاعرًا سياسيًا أحب الله وعشق وطنه وبلده وأهله فأحبه الله والوطن.

• خاتمة الكلام:

قال الشاعر أبوالوفاء الشرقاوي:

مُدامُ الوصل ريْحانى ورُوحي

حيِيتُ به ومتُّ به غراما

[email protected]