رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تكريم البطل محمد النجيب ابن حى المنيرة الأصيل بات ضرورة من الجميع، ورمزا لشجاعة المصرى، الذى تحرك ضد خطر تتعرض له الإنسانية؛ واقتحم بصدره النار لينقذ أرواحا لا تربطه بها سوى الوطن، والمتمثل فى الحى البسيط أو القهوة التى يقضى فيها بعض وقته مساء لينفث عن كاهله عبء يوم شاق.

عندما دخل محمد مبنى الكنيسة وسط الدخان ولهيب النار، لم يفكر فى حياته ولا أسرته وأطفاله وإن كان سيخرج سالما أم جثة هامدة، هو تحرك فقط كإنسان يعرف أن هناك إنسانا يتعرض للموت حرقا وخنقا، ويسمع صوت صراخه وأنينه، فعل محمد هذا المصرى النجيب ما فعله ولم يكن ينتظر حتى كلمة إشادة ولم يطلب شيئا وكان يمكننا ألا نعرف عنه شيئا لو سقط شهيدًا بين الشهداء، ولكنه أصيب بعد رحلة بطولة مع النار والدخان، ودخل المستشفى وتصادف إجراء مداخله طلبها الإعلامى عمرو أديب؛ وفى سياق السرد تبين أن محمد زوج وأب ولا يعمل، وهكذا تعاطف معه أحد رجال الأعمال لم يطلب محمد جزاء ولا شكورا، ولم يطلب كما ردد بعض من يكرهون الأبطال البسطاء من ولاد البلد الشجعان الذين يعيشون بحب وسلام وتسامح مع الجميع، لم يطلب لا شقة ولا سيارة ولكن هو رد على سؤال وإجابته صادفت حماسا وإيجابية.

تكريم محمد الآن واجب على الدولة والكنيسة، لأنه بات تكريما لبطولة مواطن من طراز أصيل، حركته جينات حضارة 7 آلاف سنة، لم يفكر إلا فى مواطنى وطنه دون النظر لأى شىء مما يدور فى أذهان بعض المتعصبين.

وهذا هو الفرق بين محمد النجيب ابن المنيرة البطل والملياردير نجيب ساويرس الذى خرج علينا فى عز الحزن وقبل حتى تبريد نار الكنيسة بما قاله وإنه لن يعزى الا بعد معرفة الفاعل لكونه صعيديًا لا يقبل العزاء إلا بعد معرفة الفاعل، وتناسى أن هناك أجهزة أعلنت بأن ماسا كهربيًا حدث، كما نسى تحقيقات النائب العام التى تعمل بكل حرفية ووطنية وشفافية، قال بما قاله، وكأننا مازلنا نعيش دولة التخلف والثأر وأن هناك فاعلًا والدولة تطرمخ عليه، ونسى الملياردير النجيب. ومن تفاعل مع رأيه، وبطريقة تنبهنا للغصة التى مازالت تحيط بنا، أن الدولة أى دولة لا تستطيع إخفاء الفاعل إذا فرضنا بفكرة المؤامرة فى هذا العالم المفتوح، لأن الفاعل نفسه لا يسكت ويذيع بكل فخر عمله الإجرامى حتى يقبض المقابل من زعماء الشر والمحرضين علينا من كل حدب وصوب، إلا إذا كان نجيب يعتبر أن الفاعل ليس بإرهابى يسعى للتخريب والقتل!؟ وأنه كولمبو ويعرف ما لا يعرفه أحد، الملياردير نجيب رجل أعمال وليس جهاز مخابرات.

وهو نفسه سبق وحدث عنده حريق فى الجونة ولكنه تجاوز الحادث حرصا منه على إحياء شعائر حفلته مع نجوم المجتمع الحسان، ولم يتحدث عن الفعل والفاعل، رجل الأعمال هو مواطن مصرى كما البطل محمد ابن المنيرة ولكن شتان بين رجل يفكر بنظرية المؤامرة ويحركه التعصب الطائفى، الذى يجعله يتدخل فى كل المسائل الشائكة كما حدث مع فتاة فستان جامعة طنطا. أما محمد النجيب الأصيل لم يفكر إلا فى إطفاء النار وإنقاذ الأطفال.

محمد المصرى يستحق أن يخلد تصرفه فى سجل المواطنة وهكذا هو المصرى الإنسان.

أما نجيب الملياردير فأتمنى أن يفكر كمواطن مصرى وليس مواطنا محسوبا على أنصاره فقط وأنه حامى الحمى، فلمصر الدولة رئيس يؤمن بالإنسان المصرى وبالمواطن مهما كان دينه وفعل للمواطنة ما لم يفعله رئيس من قبل، ويا مسهل.