رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

هناك حرب تكسير عظام تدور رحاها بين بكين وواشنطن.. هذه الحرب لها أهداف ربما تكون غير معلنة.. وهى أشبه بلعبة الشطرنج.. الولايات المتحدة تبدأ بالهجوم ثم تأخذ خطوة إلى الوراء وترد الصين بعنف وتتقدم ثم يأتى دور الدبلوماسية وبعدها تعاود واشنطن الهجوم مرة أخرى وهكذا.. كل هذا يجرى وسط ترقب شديد من قبل رجال المال والأعمال، لأن العالم لا يحتمل أزمات أخرى خاصة بعد أن أنهكت الحرب الروسية - الأوكرانية اقتصاديات الدول.

والمخاوف هنا لا تذهب إلى احتمال اندلاع حرب عالمية لأن هذا فى رأيى لن يحدث.. ولكن التوترات والحرب الكلامية واختلاق الأزمات كفيل بضرب أسواق المال والاستثمار.

أعتقد أن هذه الحرب ترتبط بالاستحقاقات الانتخابية القادمة فى كلا البلدين.. فالرئيس الأمريكى جو بايدن أمامه انتخابات التجديد النصف فى نوفمبر المقبل وتأتى هذه الانتخابات فى ظل تراجع قوى فى شعبيته، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأى إلى هبوط شعبية بايدن إلى أدنى مستوى له منذ بداية رئاسته، حيث انخفض عدد المؤيدين إلى 38٪ مقابل 59٪ رافضين سياساته، ويرجع ذلك إلى ضياع هيبة أمريكا وتراجع نفوذها بعد قيام الرئيس الروسى بوتين بغزو أوكرانيا، بالإضافة إلى موجات التضخم التى تضرب الولايات المتحدة منذ بداية الحرب الروسية، وهو ما لم يعد يتحمله المواطن الأمريكي.

وفى اعتقادى أن الرئيس الأمريكى يسير وفق خطة إنقاذ أعدها مستشارو البيت الأبيض بدأت بمقتل الظواهرى وهو ما وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بأنه انتصار مستحق للرئيس بايدن، وهو انتصار يحتاجه إلى حد ما على حد وصف الصحيفة.

وأعتقد أن الضربة الثانية للرئيس الأمريكى تتمثل فى استعادة هيبة الولايات المتحدة على حساب الصين.. بدأت الخطة الأمريكية بزيارة لرئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان لدعم حكومتها فى الصراع الدائر مع الصين.. الزيارة تعد الأولى من نوعها منذ 25 عاماً.. وزير الخارجية الأمريكى بلينكن أراد أن يخفف من التوتر الناتج من الزيارة، فقال إن الكونجرس هو فرع حكومى مستقل والقرار لرئيس المجلس بالكامل، وقال بايدن إن الجيش الأمريكى لا يرى أن الوقت مناسب للزيارة لكنه لم يخبرها مباشرة بعدم الذهاب.. هذه التصريحات تأتى فى إطار سياسة توزيع الأدوار.

من جانبه يسعى الرئيس الصينى شى جين إلى التجديد لفترة رئاسة ثالثة ويخشى من تأثير زيارة بيلوسى على ما يخطط إليه، لأن الزيارة وإن كانت لمسئول برلمانى، إلا أنها تأتى فى إطار سياسة واضحة لضرب الصين فى هذه الفترة الصعبة.

الرئيس شى انتفض فى المكالمة الهاتفية التى أجراها مع الرئيس الأمريكى فقال بكل وضوح لـ«بايدن» إذا لعبت بالنار ستحترق، وهى لغة غير معهودة من جانب الرئيس الصيني. وتوالت بعدها التصريحات الصينية التى أكدت أن الجيش الصينى لن يقف مكتوف الأيدى إذا اعتقدت بكين أن سيادتها مهددة، واستدعت بكين السفير الأمريكى وأكدت له أن زيارة بيلوسى إلى تايوان شريرة وعواقبها وخيمة.

هبطت بيلوسى بطائرتها فى تايوان.. ولكن لا أحد يعلم إلى أى مدى سيكون رد الفعل الصينى، خاصة بعد المناورات العسكرية التى بدأت فى محيط مضيق تايوان.