رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

كنت على موعد مع أحد الأصدقاء فى مدينة الشيخ زايد، ونظرًا لقلة زيارتى للمدينة وعدم معرفتى بها فاستعنت بالبرنامج الخاص (بجى بى اس)، وكادت متعتى أثناء السير لاتنتهى لولا الوصول إلى هدفى أو وجهتى كما يطلق عليها الموقع الجغرافى، وقد أبهرتنى شوارعها المتسعة وحدائقها الممتدة فى الآفاق، وأشجارها وارفة الخضرة التى تغطى معظم المساحات بها، والمبانى الحضارية التى يلتزم بها الملاك والتى تذكرنى بالمدن الأوروبية، كما ان أعمدة الانارة تغطى جميع الشوارع باضاءة تقترب من ضوء النهار، اضف إلى ذلك الرصف الممتع الذى يجعلك تطلق العنان لسيارتك دون أن تبالى بمطب اسمنتى يظهر لك فجاة، يقلب لك الحسابات وربما السيارة نفسها.

وما ان وصلت إلى المكان الترفيهى الذى طلب صديقى ان نلتقى به والذى تعلوه لافتة غربية كتابة ومعنى، أدهشنى وجود جميع (البريندات) العالمية داخل هذا المكان، وترددت أثناء الدخول عندما وجدت ما يقرب من عشرة ماكينات (atm) فى استقبال رواد المكان لجميع البنوك.

الغريب فى الأمر اننى فقدت الاتصال بصديقى والذى علمت بعدها انه تعرض لظرف طارئ، جعله لايصل إلى وجهتنا والذى اضطرنى إلى الاندماج مع هذا المجتمع (الترينداوى)، والذى أفكر ألف مرة قبل ان أتجول بين ساحاته، بسبب الأسعار الخيالية.

حمدت ربى اننى لم أتورط الا فى دفع مبلغ خمسين جنيها ثمن كوب شاى بالنعناع، وعشرين جنيها أخرى لركن السيارة، ومضيت عائدًا إلى طريقى المعتاد بجنوب الجيزة، والذى بدأت إطلالاته تظهر بعد خروجى من المنيب، حيث الإضاءة الخافتة من أعمدة إنارة بعضها مائل والبعض الآخر غير مضاء، والفخاخ التى يطلقون عليها خطأ مطبات، والتى يحسدنى الكثير من أصدقائى على مهاراتى الفائقة لتفاديها، ومعرفة أماكنها بالاستشعار عن بعد، الا إذا كان هناك مطب اسمنتي صنع بليل من الخرسانة على هيئة مصطبة، فلا استطيع لا أنا ولا غيرى  تفاديها، وبالتالى خسائر بالغة لعفشة السيارات ونحمد الله على وجود ورش العفشة بكثرة على جانبى الطريق.

والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا تنتهى البهجة ومتعة قيادة السيارات والامان ونظافة الطرق على أبواب مدينتى اكتوبر وزايد، ولماذا كتب على أهالى مناطق جنوب الجيزة الذين يعملون بمصانع وشركات اكتوبر هذه الازدواجية أثناء الذهاب والعودة يوميا، ولماذا لا يتقلص هذا الفارق على مدار السنوات الماضية والتى بدأها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتحديث وتوسعة معظم طرق الجمهورية وقد اتسعت طرق أكتوبر وزايد فوق اتساعها فى نفس الوقت الذى تتقلص فيه مساحة طريق مصر أسيوط الزراعى، الممتد من المنيب وحتى العياط والذى تحول إلى حارة صغيرة، رغم ان به طريقى الاقليمى والأوسطى وزادت عليه كثافة سيارات النقل الثقيل بأعداد كبيرة.

ولاندرى ما هو السبب فى إهمال توسعة هذا الطريق رغم أن به متسعا من الجانب الملاصق لترعة الجيزاوية كان من المفترض ضمه إلى هذه الحارة أقصد الطريق، بدلا من تركه لتعديات تجار مواد البناء وأصحاب المشاتل أو تشوين السيارات القديمة، وقطع غيارها الخردة على جانبى الطريق، أضف إلى ذلك ورش السيارات التى تحتل منتصف الطريق بقرى منيل شيحة وأبورجوان القبلى والبحرى ومنطقة الثلاجة، التى تعانى يوميا من الاختناقات المرورية، بسبب تأخر إنشاء كوبرى مزلقان الثلاجة، المؤدى إلى المريوطية دون الوصول لأسباب معروفة لهذا التأخر.

هذه السطور التى نوجه فيها الشكر للقائمين على تخطيط وتحديث وتوسعة طرق زايد واكتوبر، نوجهها أيضًا إلى الفريق كامل الوزير وزير النقل واللواء أحمد راشد محافظ الجيزة ورئيس الهيئة العامة للطرق للاهتمام بطريق مصر أسيوط وتوسعته وإنارته على طريقة (من جاور السعيد يسعد).