مصطفى الفقى

قامة وطنية يعطى مصر وقته وجهده فى كل مكان تقلدّ إدارته، متحدث لبقٌ، ذاكرته القوية تجعلك حاضرا فيما يرويه متذكرا تفاصيل دقيقة وكأنه يصف ما يراه لا ما يتذكره. قد تتفق مع آرائه السياسية وقد تختلف مع بعضها لكن يظل وجها ثقافيا مصريا عربيا ذا حضور يبهرك بقراءاته ومقالاته وبكتاباته ولاسيما فى السّيَر الغيْرية، عاصر رجالات القوم وكتب عنهم مع عفة لسان ونظافة يد، مدير ناجح ذكى يعرف كيف يتفرد فيما تقلده من مناصب آخرها مدير مكتبة الإسكندرية ذلك الإرث الحضارى والثقافى الكبير الذى خطا به خطوات نحو العالمية فغدت المكتبة كعبة المثقفين والأدباء والفنانين مما جعلها تستحق- عن جدارة- جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع النشر والتقنيات الثقافية. وهى من أرفع الجوائز العربية وجاء فى حيثيات استحقاقها الجائزة «تعد مكتبة الإسكندرية إرثًا ثقافيًا يحمل حضارة الماضى وعبقه، فهى إعادة وبعث لمكتبة الإسكندرية القديمة، وقد جاءت هذه المكتبة الجديدة أكبر مكتبة فى عصرها وقد افتتحت فى 16 أكتوبر 2002 بمشاركة عالمية. تضم المكتبة ملايين الكتب باللغات المختلفة وأرشيف النت الذى يمد القراء فى شتى المعمورة بما يطلبونه من كتب. كما استحدثت مشروع سفارة المعرفة فروعًا فى الجامعات المصرية فى محافظات مصر كى تسهل للطلاب والشباب والباحثين فروع العلم بشتى مصادره ومراجعه دون الانتقال إلى مركز المكتبة بالإسكندرية ولم يتوقف نشاطها على ما جمعته من كتب ومجلات بل قامت بنشر كتب تعد فريدة فى بابها وأسهمت فى النشاط الثقافى والفنى بدعوة كبار المثقفين والمفكرين لمؤتمرات وندوات ثقافية حضورًا وعبر الفضاء الإلكترونى مما يعد تحريكًا لبحر الثقافة العربية وتقديمها للعالم عبر التقنيات الحديثة. إن دورها الثقافى والفكرى ونشر الكتب والأنشطة الثقافية واضح وذو تأثير فاعل». وقد تزامن التكريم مع احتفال المكتبة بالعيد العشرين لقيامها من جديد بعد ألفى عام على الحريق الذى دمرها؛ ترك د. مصطفى الفقى مكتبة الاسكندرية فى أوج ازدهارها ليتسلمها منه الصديق الدكتور أحمد زايد المفكر الذى خبر المجتمع بكافة طبقاته ونظر بعين الباحث إلى خوافيه فرأى ما عبّر عنه فى كتبه ومحاضراته ومقالاته؛ فهنيئا لمكتبة الإسكندرية فوزها بمفكرين مدراء يمثلون رافدا رئيسا من قوة مصر الناعمة.

< مختتم="">

وأفضلُ الناسِ ما بين الورى رجلٌ

تُقْضَى على يدهِ للناسِ حاجاتُ