رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 عندما أعلن سابقا عن فيلم ''فارس'' لأحمد زاهر كأول بطولة مطلقة له، كنت أشك في أنه سيحقق أرباحا مقبولة، وهذا ما جرى بالضبط فبعد 5 أسابيع تقريبا من عرضه تذيَّل قائمة الإيرادات في القاعات السينمائية المصرية، وتم سحبه بعدما لم يحقق في آخر أيامه سوى 421 جنيها، في حين وصل إجمالي إيراداته  739 ألف و630 جنيها.

 الفنان أحمد زاهر ممثل مجتهد وطموح، ممثل جيد وموهوب لا شك في ذلك لكنه ليس نجم شباك، ولن يستطيع أن يتحمل ثقل فيلم لوحده من ناحية الأرباح، السينما صناعة وسوق تخضع للعرض والطلب، والنجومية سلعة لا علاقة لها بالفن، وبالتالي هي ركن مهم من أركان هذه السوق وبها يدخل هذا المنتوج السينمائي أو ذاك غمار المنافسة وبها يحقق أرباحا، فالنجم يُصنع اعتبارا لمقومات ومعايير معينة تتطلبها السوق، قد لا يكون ممثلا موهوبا لكنه صنع ليكون نجما، وجمهوره يرتادون أفلامه لا لمشاهدة أدائه وتمثيله ولا الشخصية التي يؤديها بل لمشاهدته هو، وهذا لا يعني أن النجم لا يمكن أن يكون ممثلا مبدعا، هناك نماذج كثيرة بطبيعة الحال، تلك التي جمعت بين النجومية وموهبة التشخيص، ونجحت فيهما معا واستطاعت بالتالي الانفراد بالبطولة والجمع بين الشباك والفن الحقيقي، فأحمد زكي نجم ومشخص، ونور الشريف أيضا ومحمود عبد العزيز...  وهناك آخرون رغم أنهم برزوا واشتهروا بما يملكون من قدرات تمثيلية عالية لكن لم تتوفر لهم الفرصة، أو لم يستطيعوا تحمل عبء الفيلم لوحدهم، فمثلا محمود المليجي المشخص والممثل العملاق لم ينفرد أبدا بالبطولة المطلقة ولم يكن يوما نجم شباك، لكنه برع في تقديم الأدوار الثانية، هناك أيضا كمثال الفنان الكبير حسن حسني، والممثل الجميل والفنان المبدع سيد رجب وغيرهم كثير، فرغم أن لهم جمهور كبير، وأنهم مشخصون من الطراز العالي، تمرسوا على التشخيص وتماهوا مع الكاميرا الى أبعد الحدود إلا أنهم بقوا خارج لغة الأرقام ومعادلة نجم الشباك.

   أحمد زاهر مقارنة مع أبناء جيله ممثل قادر على التفرد في الأدوار الثانية والمنافسة في هذا الإطار، لكن من الصعب تحويله إلى نجم شباك يتفرد بالبطولة المطلقة، فهو ليس أحمد السقا الذي رغم موهبته المتواضعة-حسب رأيي الشخصي- يبقى نجم شباك ويحقق إرادات مهمة، أو محمد رمضان، الذي مهما اختلفنا حول اختياراته فهو ممثل قوي ومشخص مبدع ونجم شباك قادر على المنافسة دراميا وسينمائيا، أو أحمد عز الذي يتوفر على كاريزما النجم رغم قدراته التشخيصية المحدودة، أو كريم عبد العزيز الذي حقق بدوره المعادلة بين تميزه كمشخص قوي ونجم شباك، أو محمد سعد الذي اشتهر كنجم بعيدا عن كونه موهبة عالية القدرات، رغم أنه كان من الممكن اختيار مسار آخر له يجمع بين موهوبته في التشخيص ونجوميته التي استنزفت في الأعوام الأخيرة.

 الأعمال السينمائية الجيدة المقاومة لعوامل التعرية مهما تقدم بها العمر لا يصنعها شخص واحد مهما كانت نجوميته، فالفيلم هو عمل جماعي متكامل الأركان، فهناك أعمال تميزت وخلدت بعيدا عن الأرباح والسينما كسوق، كفيلم المومياء مثلا لشادي عبد السلام الذي مازال الى الآن يتربع على عرش السينما العربية، وفي المقابل هناك الكثير من الأفلام حققت أرباحا خيالية لكنها اندثرت من ريبرتوار السينما كفن، فالسينما رغم أنها صناعة تهدف الى الربح الآني، إلا أن الخلود والتفرد فيها يبقى للإبداع الحقيقي، وكم من مخرج ذكي، أو نجم ذكي استطاع أن يوازن بين هذا وذاك وهنا يكمن الذكاء والتحدي.

--

ناقد مغربي