رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عهدت الملكة حتشبسوت بتربية ابنتها، الأميرة نفرورع، إلى رجل البلاط أحمس بن نخبت، ثم إلى مستشارها الشهير «سننموت». ولعبت هذه الأميرة دورًا كبيرًا فى الحياة العامة فى عهدها أمها. واتخذت العديد من الألقاب، كان من بين أهمها لقب «زوجة الإله آمون». غير أن تلك الأميرة تختفى من المشهد تمامًا فى نهاية عهد أمها، وتموت، وتُدفن فى مقبرة مجاورة للمقبرة الأولى التى بنتها أمها فى تلك المنطقة البعيدة فى البر الغربى للأقصر.

يعد الموظف «سننموت» من أهم الشخصيات التى عاشت فى عهد تلك الملكة. وكان من أقوى رجال بلاطها والمستشار الخاص بالملكة والمشرف على تشييد معبدها الشهير فى الدير البحرى بالبر الغربى للأقصر. ونظرًا للدور الكبير الذى لعبه ذلك النبيل والثقة الكاملة التى أعطته له الملكة، ادعى البعض وجود علاقة حب بين الملكة حتشبسوت ورجل بلاطها الأمين «سننموت»، غير أن تلك مجرد تخمينات وشائعات ولا يوجد ما يؤيدها من دلائل أثرية.

تميزت سياستها الخارجية بالتجديد. فقامت بإرسال رحلة مصرية بحرية إلى بلاد بونت الواقعة إلى الجنوب من البحر الأحمر. وتم تصوير تلك الرحلة بكل معالمها وتفاصيلها وطبيعة ذلك البلد على جدران معبدها بالدير البحرى الذى يعتبر واحدًا من أروع النماذج المعمارية والفنية من مصر القديمة. فضلًا عن ذلك المعبد، قامت الملكة بتنفيذ برنامج معمارى ضخم.

تعد نهاية حكم حتشبسوت من الأشياء الغامضة فى تاريخ تلك الملكة الظاهرة. ولفترة قريبة لم نكن نعرف كيف انتهت حياتها، ولماذا تم محو صورها وأسمائها من على آثارها حتى جاءت الأبحاث العلمية الحديثة التى قام بها فريق المشروع المصرى لدراسة المومياوات الملكية على مومياء الملكة حتشبسوت وآثار فترة حكمها. ومن خلال دراسة ضرس وُجد داخل صندوق أحشاء الملكة فى خبيئة المومياوات فى الدير البحرى، وكل أسنان المومياوات وفحصها بالأشعة، اتضح وجود جزء فى أعلى فك المومياء التى تم نقلها للمقبرة رقم 60 بوادى الملوك من مقبرة الملكة رقم 20 بوادى الملوك، وأن هذا الضرس كان يخص هذه المومياء. وتأكد لفريق المشروع المصرى لدراسة المومياوات الملكية أن هذه المومياء الموجودة فى المقبرة رقم 60 هى مومياء الملكة حتشبسوت. وأثبتت الأشعة المقطعية أن الملكة حتشبسوت ماتت فى سن 50 عامًا، وأنها كانت ممتلئة الجسم، وأنها كانت تعانى من مرض السكر، وماتت بسبب السرطان. واتضح أن كهنة الأسرتين الواحدة والعشرين والثانية والعشرين قاموا بنقل محتويات مقبرة الملكة حتشبسوت رقم 20 إلى المقبرة رقم 60 الخاصة بمرضعة حتشبسوت. وهكذا فإن تحتمس الثالث لم يقتل عمته وزوجة أبيه حتشبسوت. وربما تم التدمير الذى حدث لآثار هذه الملكة فى آخر عهد ابن زوجها تحتمس الثالث وأول عهد ابنه أمنحتب الثانى، لأسباب تتعلق بنظرة الشعب المصرى القديم لتولى امرأة حكم مصر.

إن الملكة الجميلة حتشبسوت هى سيدة القلوب وعظيمة العظيمات، وجميلة الجميلات، وأفضل النساء، والمرأة القوية التى هزت الدنيا وغيرت الرياح فى اتجاهها، وجعلت الجميع يحنون إجلالًا وتعظيمًا لمصر ولتلك المرأة التى خبلت الجميع بجمالها، وسحرها، وقوة شخصيتها وذكائها وثراء الأحداث فى فترة حكمها اللافت للنظر بقوة فى تاريخ مصر القديمة العظيمة قاطبة. فتحية حب وتقدير لحتشبسوت على الرغم من نهاية حياتها الحزينة.

[email protected]