عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

طرحنا فى مقال الأسبوع الماضى سؤالا استنكاريًّا تحت عنوان: معقول كيلو اللحمة بـ١٠٠ جنيه، وتلقينا تفاعلات كثيرة من عدد لا بأس به من المتخصصين فى هذا المجال، دعما للفكرة التى طرحناها بتحويل الدعم المادى، المتمثل فى القروض بفوائدها الميسرة إلى دعم الأعلاف بطريقة أو بأخرى، لضمان وصول الدعم الحقيقى لمستحقيه، بدلا من وقوع ما يقرب من سبعة مليارات جنيه فى بعض الأيادى غير المتخصصة، والتى تعلم من أين تؤكل الكتف، وأشرنا إلى لجوء البعض للتخلص من رؤوس البتلو بالبيع ووضع ثمنها فى البنوك، للاستفادة بمبادرة البنك المركزى برفع عوائد الايداعات إلى 18%.

وقد تربحت هذه الفئة بما يقرب من 15% زيادة عن ايداعاتهم، متعللين بنفوق رؤوس الماشية، ومستغلين مرض الحمى القلاعية المنتشر هذه الأيام، والذى حصد رؤوس ماشية بكميات كبيرة. فى السياق ذاته طالعتنا الحكومة صباح السبت الماضى، مؤكدة أن مشروع البتلو لم يخسر وأنه نجح فى زيادة رؤوس الماشية والألبان بالأسواق، إلى جانب المساهمة فى تخفيض معدلات الاستيراد، وأشار الخبر الذى نشره المركز الاعلامى لمجلس الوزراء، إلى أن إجمالى عدد المستفيدين من المشروع منذ بدايته فى عام 2017 وحتى الآن، بلغ 41 ألف مستفيد من صغار المربين بمختلف المحافظات، تم تمويلهم لتربية وتسمين 461 ألف رأس من الماشية، ولن نختلف مع الحكومة ووزارة الزراعة من ناحية نجاح المشروع وإيفائه بالغرض من إقامته.

ولكن ما نريد إضافته لمنظومة هذا المشروع العملاق هو الدعم العينى المباشر للمربين، والمتمثل فى صرف علف مدعم لحساب المشروع القومى للبتلو لكل من يثبت بالمعاينة من الجهات المعنية ان لديه عدد من الرؤوس يسعى لتسمينها أو تحويلها إلى رؤوس حلاب، وبناء على هذه المعاينات يتم صرف الاعلاف اللازمة لكل راس حتى نهاية الدورة، على ان تخصم نفس النسبة من المبلغ المرصود من الحكومة لهذا المشروع وهو سبعة مليارات جنيه بدلا من ضياعها ما بين طمع الدخلاء فى الحصول على الأموال وليس رؤوس الماشية، أو التعثر الذى يؤدى إلى الخسائر وبالتالى ضياع أموال المشروع، بعكس الدعم العينى الذى لا يحصل عليه سوى من قام بشراء روؤس الماشية وتجهيزها ولديه الخبرة الكافية لإنجاح المشروع.

كما أنه لا يجب أن نمضى فى طريق الدعم والتربية، ونترك رؤوس البتلو الرضيعة تذبح يوميا بالمخالفة الصريحة للقانون، دون تدخل الأجهزة الرقابية لمنع جريمة الذبح اليومى على مستوى محافظات مصر وإذا أرادت الأجهزة الرقابية التأكد مما نقول فلن نكلفها سوى مشاهدة الذبح عينى عينك يوميا، على طريق مصر أسيوط الزراعى وتحت عجلات السيارات بقرى البدرشين، والمزارع البسيط يلجأ للبيع السريع، لعدم استطاعته الانفاق على تغذية صغار العجول، ملقيا اللوم والمسئولية على الحكومة، التى لم تعد لها سيطرة على أسعار الاعلاف، التى قفزت حوالى 100% خلال الثلاث سنوات الماضية.

وأخيرًا نؤكد للحكومة أن معيار نجاح المشروع من فشله، هو مدى مساهمته فى خفض أسعار اللحوم والألبان الآخذة فى الزيادة، كما يبدو نفس الأمر فى اللجوء إلى الاستيراد التوسع فيه، وهو ما يعكس أن المشروع فى حاجة إلى معالجات غير تقليدية، لإنجاحه، وتحقيق أقصى استفادة، من المليارات التى رصدت له منذ عام 2017 وحتى الآن.