رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

«عايزينها تبقى خضرا... الأرض اللى فى الصحرا، ونقدمها لمصر هدية حاجة جميلة ومعتبرة»

كانت هذه الكلمات الجميلة لصلاح جاهين تصاحبنا ونحن نستعد للذهاب إلى المدرسة فى السابعة صباحاً، كمقدمة للفقرة الزراعية فى برنامج «صباح الخير يا مصر» للمجتهد صديق الفلاح عيد حواش.

لا أعلم لماذا ترددت على ذهنى هذه الكلمات وتلك النغمات وأنا اتابع افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لمشروع «مستقبل مصر» الذى يقع فى نطاق المشروع القومى العملاق «الدلتا الجديدة» والذى يهدف لزراعة مليون فدان. حيث يساهم «مستقبل مصر» بزيادة الرقعة الزراعية بنحو 500 فدان، لذلك رأيت كلمات صلاح جاهين معبرة ومجسدة لواقع تنموى جديد؛ فالكلمات التى كنت أسمعها وأستيقظ على لحنها الحماسى للموسيقار محمد الموجي، ها هى تتحقق وتتحول الصحارى الصفراء إلى أراض زراعية مثمرة خضراء.

«مستقبل مصر» خطوة فى طريق حلم كبير يتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات الزراعية والغذاء، ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى ليسا شيئا واحدا؛ فالاكتفاء الذاتى يعنى أنك تنتج كل ما تحتاج إليه من غذاء. والأمن الغذائى يعنى أنك تستطيع الوصول إلى الغذاء المتاح بسعر فى متناول الجميع، وجهود الدولة المصرية تسير فى الاتجاهين جنباً إلى جنب، من خلال خطة متعددة المراحل لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ليس فقط من خلال اضافة رقعات زراعية جديدة، لكن أيضاً عبر إضافة طاقات جديدة لوحدات تخزين الحبوب والغلال ممثلة فى المشروع القومى للصوامع.

 فمن خلال التوسع الأفقى فى الزراعة المتمثل فى استصلاح الأراضى فى مناطق جديدة لتوفير احتياجات المواطنين؛ زادت مساحة الأراضى المنزرعة فى مصر بنسبة 9%، لتصل إلى 9.7 مليون فدان فى عام 2021، مقارنة بـ 8.9 مليون فدان فى عام 2014. وتحقيق الأمن الغذائى من خلال تدبير الموارد اللازمة لتوفير الاحتياجات من الحبوب والغلال وغيرها من المنتجات، وهو الأمر الصعب فى ضوء  ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتفاقم الآثار السلبية لكل من الأزمة الروسية الأوكرانية، والأزمة المالية العالمية وتباعاتهم على سلاسل إمداد الغذاء.

ووفقاً لبيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ــ والذى أدعو الجميع لمتابعة تقاريره وبياناته على الموقع والصفحة الرسمية ـــ فقد سجلت أسعار السلع الغذائية العالمية قفزة كبيرة فى مارس 2022 لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، بزيادة 12.6% عن شهر فبراير 2022 وهو اعلى مستوى على الإطلاق منذ عام 1992، وهو ما يوضح أهمية التحوط لمخاطر تقلبات الأسعار والأسواق العالمية عبر السياسات الوقائية والدراسات المستقبلية التى تقينا شر الأزمات، وتمكنا من احتواء آثار تلك الصدمات.  وحقاً وكما شدت الأغنية فمشروع «مستقبل مصر»  هدية لمصر «حاجة جميلة ومعتبرة».