رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

لو ان تلك المشاهد الكارثية والمفزعة والموجعة التى رصدتها الكاميرات، والتى شاهدناها لآب يحتضن طفله ويتشبث به حتى سقط من العاشر ولم يتركه الا لحظة الارتطام بالارض، الذى اقتنص الطفل صاحب الاربع سنوات من حضن ابيه لينشطر رأسه نصفين ويلقى الاب حتفه ايضا بعد لحظات من موت طفله، لحظة اندلاع حريق بشقته بمدينة نصر وسط ذهول وصراخ وصيحات الجميع.

 لقد كانت المشاهد المضنية والمتلاحقة فى الحادث، لو شاهدناها أو تضنتمها  مشاهد احد الافلام العالمية للاكشن ما صدقها عقل ولا ارتاح لها قلب، لقد انخلع قلبى على مشهد الاب وهو يهوى من الطابق العاشر محتضنا طفله الصغير وابى ان يلقى به بعد ان اختل توازنه وهو ممسك بسلبة القاها له الجيران لسحبهما وقام باحتضان نجله حتى الرمق الاخير وتوفيا بطريقة مأساوية، ليجسد المشهد تضحية الاب فى مشهد يعجز عن وصفه العقل واللسان، ليسقطا صرعى على الارض.

 لقد وضع القدر سيناريوهات مفجعة ومحزنة  لنهاية اسرة شقة مدينة نصر، والتى راح ضحيتها اب وطفلان، فيما نجت الام وشقيقها من موت محقق، فقد وضع القدر كلمة النهاية بعدة مشاهد مأساوية بعد ان كانت الاسرة مجتمعة فى اخر يوم لإجازة عيد الفطر يجمعهم الحب والدفء الاسرى خاصة بعد زيارة خال الطفلين لهم، وجلست الاسرة مجتمعة فى جو يسوده الوئام الى ان وقعت الطامة الكبرى بالنسبة للاسرة وفوجئوا بالنيران وكأنها الجحيم تخرج ألسنتها لهم فى صالون المنزل وكأنها تقول لهم معلنة انها النهاية.

 لقد ادت فعلا الى نهاية اسرة كانت سعيدة، فقد كان الحريق ليس كأى حريق كان يهرع خلفهم بأصوات رهيبة وبمشاهد ولحظات مأساوية بطرق عديدة للموت، فقد كان المشهد الأول هو اشتعال النيران فى منتصف المنزل، لتلتهم كافة المفروشات والأجهزة، أما المشهد الثانى وهو محاولة هروب الأب ونجليه من النيران، وذهبت الطفلة الاخرى للمطبخ هربًا من النيران وتوارت فى سحابات الدخان القاتل الذى قتلها خنقا ولم تسلم منه بعد ان حاصر ارجاء المسكن فماتت الصغيرة وحيدة ومختنقة من الدخان.

كما حاول شقيق الطفلة البالغ من العمر٤ سنوات الهروب من النيران فلم يجد مكاناً للاختباء من النيران والأدخنة سوى الجلوس أعلى الشباك الخاص بإحدى الغرف، اما المشهد الرابع وهو مشهد نهاية رب الاسرة وطفله كان اثناء محاولة الأب إنقاذ نجله من النيران، فاختل توازنهما ليسقطا من الطابق العاشر ليلقيا مصرعهما فى الحال وماتا حاضنين بعضهما بعد اصطدامهما بالأرض، وتم انقاذ الزوجة وشقيقها والتى صرحت للصحف قائلة ان النيران اشتعلت بسرعة ومقدرناش نطفيها، بعد ان فوجئوا باندلاع النيران من التكييف.

وأنهم هموا بسرعة لمحاولة إطفاء النيران إلا أنها اشتدت وزاد اشتعالها وأشارت الزوجة إلى أن الأهالى ألقوا إليهم الحبال وأثناء محاولة زوجها التمسك بالحبل من الشباك اختل توازنه وسقط محتضنا نجلهما ولقي الاثنان مصرعهما، بينما نجح الأهالى فى إنقاذها وشقيقها بعد ان وضع القدر مشهد النهاية فى حياة الاسرة المنكوبة.. وانا لله وانا اليه راجعون. ادعوا لهذا الأب او السوبر اب والطفلين بالرحمة.