عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

 

تأتى الذكرى الأربعون لتحرير سيناء هذا العام بطعم مختلف، فأرض الفيروز التى عانت الإهمال سنوات طويلة تبدو مختلفة عن السنوات الماضية، فقد ارتدت حلة التنمية، وصارت مزدهرة تبتسم لزائريها، وتعِدُهم بالمزيد من الاستمتاع.

بدت سيناء فى صورة جديدة بعد أن تخلصت من الإرهاب بسواعد جيشها الباسل وشرطتها الجسورة، ذلك الذى عشش فيها لسنوات بسبب إهمال الحكومات السابقة لهذه الأرض الطيبة، حتى تحوَّلت إلى صحراء مهجورة تسكنها الأفاعى وخفافيش الظلام.

إن ما حدث فى سيناء معجزة بكل المقاييس ما كان يمكن أن تتحقق فى هذه الفترة لولا إرادة القيادة السياسية الحديدية، تلك الإرادة التى حققت المستحيل، وسلكت مسارى مواجهة الإرهاب وتنمية سيناء فى آن واحد، وصارت يداً تبنى وأخرى تحمل السلاح.

ولأن الجمهورية الجديدة تقوم على أسس سليمة وخطط واعية، فهى تدرك جيداً أن تنمية سيناء قضية أمن قومى، ولا يمكن أن تتركها بهذا الشكل، وهى خط دفاعها الأول من الناحية الشمالية الشرقية، لذلك كانت الخطة الوطنية الشاملة لتغيير وجه الحياة على أرض الفيروز من خلال إنشاء مجتمعات عمرانية تضم تكتلات بشرية، وإطلاق مشروعات عملاقة على كل شبر منها، باستثمارات تبلغ أكثر من 700 مليار جنيه، بعضها تم الانتهاء منها بالفعل وأخرى جارٍ تنفيذها.

الأرقام لا تكذب، فقد كشف آخر تقارير مجلس الوزراء أن إجمالى الاستثمارات العامة الموجهة لسيناء ومدن القناة بلغت 45,1 مليار جنيه عام 2021/2022، مقارنة بـ6,2 مليار جنيه عام 2013/2014، بنسبة زيادة 627,4%. وأضحت مقومات الصناعة واضحة تجذب الاستثمارات لسيناء ومدن القناة من كل مكان.

وعلى صعيد تطوير مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية فى سيناء ومدن القناة، تم تنفيذ 18,8 ألف وحدة إسكان اجتماعى، فضلاً عن 54,5 ألف وحدة سكنية لتطوير العشوائيات، حيث أصبحت سيناء ومدن القناة خالية من العشوائيات غير الآمنة.

كما تم تنفيذ 45 مشروعاً للتجمعات البدوية بإجمالى 4100 بيت بدوى، إلى جانب إنشاء 18 تجمعاً تنموياً بمحافظتى شمال وجنوب سيناء.

هذا بالإضافة إلى المشروعات الصناعية، ولعل أهمها مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة فى محافظة بورسعيد ومصنع الرخام والجرانيت برأس سدر، والمجمع الصناعى للرخام بمنطقة الجفجافة وسط سيناء، فضلًا عن مشروعات الاستزراع السمكى، وإنشاء 8 قرى للصيادين.

أما جهود التنمية الزراعية فى سيناء ومدن القناة، فقد شهدت إنجازات كبيرة، حيث تصل المساحة الإجمالية له 1,1 مليون فدان، كما تم إنشاء 18 تجمعاً زراعياً، بالإضافة إلى تطوير منظومة الرى وحماية سيناء من أخطار السيول، كما تم تنفيذ 45 مشروعاً لمياه الشرب.

ومن أبرز إنجازات تنمية سيناء وأهمها إقامة شبكة نقل عملاقة لربط سيناء ومدن القناة بالدلتا، من خلال مشروعات الطرق والأنفاق والكبارى العائمة، حيث تم تنفيذ ورفع كفاءة 5000 كم من الطرق والأنفاق، فضلاً عن إنشاء 5 كبارى عائمة أعلى القناة، ومشروعات السكك الحديدية، كما تم إنشاء مطار البردويل الدولى، وتم تطوير ورفع كفاءة 6 مطارات، هى الطور، وطابا، وشرم الشيخ، والعريش، وبورسعيد، وسانت كاترين.

وفيما يخص مشروعات الموانئ البحرية والجافة، تم إنشاء وتطوير ورفع كفاءة 8 موانئ بحرية أهمها ميناء نويبع، وميناء شرق بورسعيد، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير 4 موانئ برية وجافة، وهى بدر الجاف، وطابا البرى، ورفح البرى، والعوجة.

ولا ننسى مشروعات إنتاج الغاز الطبيعى، ومشروعات التكرير والبتروكيماويات الجارى تنفيذها، فضلًا عن مشاريع الطاقة المتجددة، ومشروعات قطاع التعليم، سواء الجامعى بإنشاء جامعات أهلية، أو ما قبله بإنشاء عشرات المدارس، وكذلك مشروعات قطاع الصحة بإنشاء مستشفيات جديدة وتطوير القديمة لتصبح صروحاً طبية تقدم خدمة صحية مميزة، والمشروعات التراثية كإحياء طريق العائلة المقدسة والتجلى الأعظم بدير سانت كاترين لجذب السياحة، والمشروعات الرياضية بإنشاء مراكز شباب وملاعب وصالات، ومشاريع شبكات الكهرباء، وتطوير قصور الثقافة وكذلك برامج الحماية الاجتماعية التالى سيناء وغيرها الكثير من المشروعات التى تحتاج إلى أكثر من جريدة لسرد تفاصيلها.

ولعل الرؤية الدولية لجهود الدولة المصرية فى تنمية شبه جزيرة سيناء خير دليل على الإنجازات، حيث ذكرت الأمم المتحدة أن الاستثمارات العامة زادت بالبنية التحتية لمنطقة سيناء إلى جانب مشروعات النقل والإسكان ما دعم من استقرار سيناء وتنميتها وانخفاض الحوادث الإرهابية بها.

كما أعلنت موسوعة جينيس للأرقام القياسية تسجيل محطة بحر البقر فى شبه جزيرة سيناء كأكبر محطة معالجة فى العالم، حيث تقدم مصدراً مهماً لمياه الرى وحلاً فعالاً لدعم الزراعة بمنطقة سيناء.

وثمنت بلومبرج عمل مصر على تطوير البنية التحتية للموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والصناعات، مشيرة إلى عمل القيادة المصرية على صياغة سياسات مرنة للتعامل بصورة أفضل مع التحديات الاقتصادية المختلفة.

ولفتت اليونيسيف إلى قيامها بتوسيع نطاق دعمها المقدم تحت قيادة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى المصرية فى مجال المياه والصرف الصحى والنظافة بمدارس سيناء، وذلك من خلال تحفيز مشروعات البنية التحتية للمياه والمساعدة فى الحفاظ على سلامة الطلاب وصحتهم لخلق بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلاب.

وأوضحت الإيكونوميست أن سياسة الدولة المصرية ترتكز ما بعد جائحة كورونا على تعزيز مشروعات البنية التحتية بمجالات عدة، متوقعة أن تدعم مصادر التمويل المختلفة جهود تحسين البنية التحتية خاصة فى سيناء.

الآن فقط نستطيع أن نغنى ونقول «سينا رجعت كاملة لينا»، الآن فقط ظهر كذب كل الشائعات، وسقطت كل المؤامرات أمام مشاهد التنمية الحقيقية فى سيناء، ولا يسعنى إلا أن أوجه التحية للقائد الذى أنقذ مصر من براثن التشدد والإرهاب، وتحية لجيش مصر الباسل الذى خاض معارك التطهير والتنمية فى آن واحد، وتحية للشرطة الوطنية الجسورة التى شاركت أبطال الجيش حربهم ضد الإرهاب، وحفظت الجبهة الداخلية، وتحية للصقور المصرية التى اصطادت الأفاعى والثعابين، وطهرت الأرض الطيبة من الدواعش والمرتزقة.. وسلام عليك يا بلادى.