عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

سيظل كلامنا عن الفلاح المصرى محاطا بسياج من الكلام المرسل، إذا لم يترجم هذا الإحساس بأهميته فى الحياة والنماء والتنمية والرخاء والوفرة، إلى قرارات جادة وحاسمة ومستدامة، تحل كل طلاسم معاناته مع التقاوى والحقل والسماد والإرشاد والبحوث والجمعيات الزراعية التى لم تعد مفيدة له كما كان الحال، بقدر أهمية السوق السوداء. الحال الأن مفاده أن كل الظروف ليست فى صالح المزارع الكبير فما بالك بالبسيط - أبو قيراطين وحتى نصف فدان - ؟

الفلاح مواطن وتعرض ويتعرض لكل ما يعانى منه المواطن الموظف والعامل والمهنى، من مغالاة فى الرسوم والخدمات والتضخم الخ، ولكنه ينفرد بمعاناة زرعته وسعر السولار وثمن شيكارة السماد فى السوق السوداء، من أول وضع الفسيلة مرورا بريها ورعايتها وعلاجها وتقويتها، ناهيك عن مشاكل الرى وتوصيل ورفع المياه ثم تكاليف الجمع والحصاد والتسويق وطمع التاجر والسمسار فيه.

ولن أنسى وفق ما هو متبع، أن أقول إن الفلاح هو عمود الخيمة ورمانة الميزان وأننا نتحدث عنه فى كل وقت ولكننا لا نفعل له ما يجعله قادرا على القيام بدوره بأريحية ويسر!

اسمعوا للفلاح فى ندواتكم وراجعوا معه قراراتكم واسألوه عن مشاكله مع البنوك والجمعيات والرى، وكيفية حلها من وجهة نظره؟ فهو عالم بها بعيدا عن التنظير والخطابة.

فضل الفلاح فى سلة الأمن الغذائى من خضار وفاكهة ودواجن وبيض ولحوم علينا جميعا، وهو سبب تباهينا الآن وبعد وأثناء كل أزمة. بعدم وجود ولو سلعة واحدة ناقصة فى أسواقنا وفى عز عتمة كورونا وحرب أوكرانيا، كان الفلاح هو النور وحائط الصد وصاحب بصمة الخير والوفرة حتى مع زيادة أسعار منتجاته، رغما عنه وبعيدا عن جيبه كالعادة!

ابحثوا لماذا لا تقوم الجمعيات الزراعية بدورها فى توفير التقاوى المميزة والتى تؤدى لإنتاجية عالية وتقديم الأسمدة والكيماويات حتى رأس الغيط له وبالسعر الرسمى أو حتى التشجيعى؟ وعن دور المهندس الزراعى الغائب؟ والبحوث الزراعية ودورها فى تحسين الإنتاجية على الورق وفى مناظرات المسئولين؟ من باب سعيكم مشكور!

راجعوا أسعار توريد المحاصيل التى تطلبها الحكومة من باب الأمن القومى وحسابات الإنتاجية والربحية للمزارع! وعالجوا خلل التسويق وتقليل الفجوة بين سعر المزرعة والسوق والتى يذهب معظمه للتاجر والسمسار.

لو ظلت معاناة الفلاح المصرى والذى بح صوته بمشاكلة فسوف ينعكس ذلك علينا جميعا وسيكون مردوده على السوق صعب بداية من ثمن حزمة الجرجير وكيلو البصل والثوم.

حتى برامج -التوك شو- تتحدث عن الفلاح السوبر ورجال الأعمال أصحاب المزارع الفاخرة ولكنها لا تعرف الفلاح الشقيان والذى يلهب ظهره انحناءة جمع المحصول والبيعة الخاسرة فى آخر الموسم، والندم والحسرة على العرق الطافح.

دعونا ندرك أهمية الفلاح فى إدراكنا لمشاكله منذ الغرس وحتى الحصاد، وراجعوا لافتات الجمعيات الزراعية التى تشققت وغابت ملامح سطورها مع بهتان اللون القالح. ودعونى أترحم على وزير زراعة تعهد بتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح، وشرع فى ذلك فعلا، ثم جاء من بعده وقال - لا طبعا استيراده أرخص وأفضل. ودعونى أتخيل- ماذا لو قدر لهذا الوزير الواعى أن يفعلها-؟ رغم أنف كل المستفيدين؟ وماذا كان حالنا الآن مع القمح وكل المحاصيل الإستراتيجية؟ وأخيرا لنتعلم من هذه الأخطاء وندرك كيف ندرك الخير ونستفيد من إمكانياتنا ويا مسهل.