رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

 

 

تظل الزيادة السكانية أخطر المشكلات التى تواجه مصر فى الوقت الراهن.. وقبل أسبوع تناولت خطورة استمرار الزيادة السكانية، وتأثيرها على خطط التنمية فى الوقت الراهن والمستقبل، بعد أن تجاوزت معدلات الزيادة كل المعدلات العالمية، ووصلت لخمسة أضعاف المعدلات فى بعض الدول.. واليوم نتناول جانباً آخر للانفجار السكانى الذى يصل إلى حوالى ثلاثة ملايين مولود فى العام، وآثاره على مصر وتهديده لحلم الجمهورية الجديدة الذى ينتظره كل المصريين، على اعتبار أن الموارد الاقتصادية للدولة ما زالت عاجزة وقليلة ومكبلة بأعباء الزيادة السكانية، وبدلاً من توجيه جزء من موارد الدولة لمشروعات التنمية الكبرى سواء الصناعية أو الزراعية وغيرها من المشروعات الكبرى التى تنقل مصر لمصاف الاقتصاديات الكبرى، تبقى هذه المشكلة تستنزف موارد الدولة للخدمات فقط فى شكل بناء مدارس جديدة وجامعات ومستشفيات ووحدات صحية وغيرها من خدمات مياه الشرب والصرف الصحى والطرق والمواصلات لاستيعاب الزيادة الهائلة التى تحدث كل عام.

< الحقيقة="" أن="" الانفجار="" السكانى="" بات="" يشكل="" قضية="" أمن="" قومى،="" لأنه="" سبق="" وتسبب="" فى="" تأخر="" مصر="" وتخلفها="" فى="" العقود="" السابقة="" بعد="" أن="" تغافلت="" وتجاهلت="" الأنظمة="" والحكومات="" السابقة="" هذه="" الظاهرة،="" وعملت="" فقط="" على="" توجيه="" موارد="" الدولة="" للخدمات="" بهدف="" إرضاء="" المواطنين،="" وهو="" ما="" أدى="" إلى="" التخلف="" العلمى="" والصناعى="" والزراعى="" وغيرها="" من="" المجالات،="" وتفشت="" ظواهر="" جديدة="" فى="" المجتمع،="" منها="" ظاهرة="" العشوائيات="" التى="" أحاطت="" وتسربت="" إلى="" مدينة="" القاهرة="" وغيرها="" من="" المدن="" الكبرى،="" وتسببت="" فى="" تشويهها="" حضارياً،="" وهناك="" دراسات="" كثيرة="" تؤكد="" أن="" المناطق="" العشوائية="" كانت="" بمثابة="" قنابل="" موقوتة="" فى="" المجتمع،="" بعد="" أن="" تحولت="" إلى="" فوضى="" وانتشرت="" فيها="" كل="" أشكال="" الجريمة="" بدءًا="" من="" البلطجة="" ومرورًا="" بالمخدرات،="" وانتهاءً="" بالجماعات="" الإرهابية="" التى="" وجدت="" فيها="" أرضًا="" خصبة="" لنشر="" أفكارها="" وممارسة="" نشاطها="" وضم="" عناصر="" جديدة="" لها="" من="" هذه="" البؤر،="" وبالرغم="" من="" أن="" الدولة="" ضخت="" عشرات="" المليارات="" لإعادة="" تأهيل="" هذه="" المناطق="" مرة="" أخرى،="" إلا="" أنه="" ما="" زال="" هناك="" أماكن="" تبتلع="" جزء="" من="" موارد="" الدولة="" للقضاء="" على="" هذه="" الظاهرة="" التى="" نتجت="" عن="" الزيادة="" السكانية="" الكبيرة..="" أيضاً="" تآكل="" الرقعة="" الزراعية="" والزحف="" العمرانى="" فى="" الريف="" الذى="" وصل="" إلى="" حد="" التصاق="" بعض="" القرى="" ببعضها="" كان="" نتاجًا="" طبيعيًا="" للانفجار="" السكانى="" فى="" الريف="" تحديدًا="" وتسبب="" فى="" هجرة="" أبنائه="" بعد="" أن="" تقلصت="" الرقعة="" الزراعية،="" وبات="" كثيرون="" عاطلين="" عن="" العمل="" وعبئاً="" على="" أسرهم="" والمجتمع="" والدولة="" بشكل="">

إن من يبحث عن جمال ونظام القاهرة وكل المدن المصرية فى بدايات القرن الماضى، عليه أن يعى أن عدد سكان مصر كان حوالى 18 مليون نسمة حتى خمسينيات القرن الماضى، وأن عدد الطلبة فى الجامعة كان حوالى أربعة آلاف، وهو ما جعل مصر من أفضل دول العالم فى التعليم والتخطيط العمرانى والتقدم العلمى والاقتصادى والحضارى والثقافى وغيرها من مناحي الحياة، وهو الأمر الذى جعل مصر تقدم مساعدتها لمحيطها العربى والإفريقى، وتقديم المساعدات لعدد من الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية.. والآن ونحن على أبواب الجمهورية الجديدة لم يعد أمامنا سبيل إلا مواجهة هذه القضية سواء من خلال تشريعات جديدة أو إجراءات حازمة تتشارك فيها الحكومة مع البرلمان بغرفتيه وأيضاً منظمات المجتمع المدنى وكل مؤسسات الدولة واعتبارها القضية الأولى فى مصر حتى نستطيع تحقيق حلم الدولة المصرية الحديثة.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد