بين السطور
«يا ماما يا أما يا أماتى.. سلاماتى احتراماتى قبلاتى صباح الخير يا مولاتى»،بهذه الكلمات ذات الاحرف الكريمة والمعانى النبيلة، للجميل صلاح جاهين تغنت سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسنى. هى كلمات تحمل اسمى المعانى الطيبة كلها من المعانى الحسية والادراكية والمعنوية،فهى اول اسم ينطقه الطفل فى اللفة ويبحث عنها بكل لهفة قد لا يعى شيئًا عن العالم كله منذ ولادته ويعى اسم امه وكيانها، فهى عالمه الخاص به يتحسسه وهى ملاذه عندما يشعر بضجيج حوله يختبئ فى حضنها وحجرها وعندما يجوع يلتقم ثدييها لينال ما ساقه الله له من رزق عن طريقها.
وقد قال الجدود ان إدرار اللبن فى ثدى الام ما هو الا دعوة مستجابة لصرخة الرضيع، فالام هى مصدر الحنان والسكينة والامان لأولادها بصفة خاصة وللاسرة والمجتمع بصفة عامة. لقد كانت رمزًا للخصوبة والحنان عند الفراعنة ففى هذا الأسبوع احتفل العالم بعيد الأم، «وتعالوا» اروى لكم هذا الأمر وهو ان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، كان عندما أقامت الناشطة الأمريكية آنا جارفيس ذكرى والدتها فى أمريكا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفًا به فى الولايات المتحدة وهنا أقول وأفتخر بمصريتى بانه اذا كان العالم قد احتفل به منذ عهد قريب فقد سبق للقدماء المصريين ان احتفلوا به منذ آلاف الأعوام بالأم،. وقد ظهر ذلك من خلال العثور على برديات يعود تاريخها للدولة القديمة منذ نحو 6 آلاف سنة دون عليها تفاصيل الاحتفال بالام عندما اختار المصريون موعد الاحتفال بعيدها فى اواخر شهور فيضان النيل وخصوبة الطبيعة عندما تكون الأرض الخصبة معدة للزرع.
لقد شبه المصريون القدماء الأم بنهر النيل الذى يهب الحياة والخصب والخير والنماء،لقد احتوت تلك البرديات التى عثر عليها فى كثير من مقابر الدولة الحديثة من خلال ما تناقلته الكتب ووسائل الاعلام ان الفراعنة يحتفلون بعيد الأم مع شروق الشمس التى يعتبرون نورها وآشعتها ويضعون للأم فى غرفتها الهدايا والتماثيل المقدسة المعبرة عن الأمومة واعتبروا تمثال أيزيس التى تحمل ابنها حورس رمزًا للأمومة ورمزا لعيد الأم فكانوا يضعونه فى غرفة الأم ويحيطونه بالزهور والقرابين ويضعون حوله الهدايا المقدسة للأم فى عيدها التى حوت نماذج من النصوص للأم فى عيدها، تعبر عن احترام الأم وتقديرها والاعتراف بأهمية دورها.
ولئن كان للأم منزلة خاصة، فقد جاء الإسلام فجعلها فى منزلة عالية وأوصى الأبناء على الأبوين خاصة الأم وجاء نص الآية الكريمة صريحًا فقال تعالى.. ووَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا. وفى سورة الاسراء قال تعالى وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا (24) صدق الله العظيم.
كما أوصى الرسول ص بها عندما جاء اليه رجل يسأله من أحق الناس بحسن صحابتى قال له أمك وكررها ثلاث مرات قال ثم من قال أبوك رحم الله أمهاتنا وأباءنا وغفر لهم ولنا.