رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

كان مهمومًا طوال حياته بقضية فلسطين والأرض المحتلة، كتب عام ١٩٦٨ مسرحية ما حدث لليهودى التايه مع المسيح المنتظر وفى عام ١٩٧٢ تم عرضها بمسرح الحكيم وأوقفتها الرقابة، ثم اعيد عرضها عام ١٩٨٨. ولكن اشترطت الرقابة تغيير الاسم وحذف خمسة مشاهد وبعد عرضها بعنوان القضية ٨٨ بمسرح الحكيم، أصر يسرى الجندى على عودة المشاهد المحذوفة وتوقف عرضها بعد خمس عشرة شهرًا، ثم تم عرضها فوق مسرح البالون وعام ١٩٩٣. بعد أن تغير اسمها مرة أخرى ووافقت الرقابة على عنوان السيرك الدولى. ثم عرضت عام ٢٠٠٧ تحت اسم القضية ٢٠٠٧ وأوقفت مرة أخرى رغم نجاحها الجماهيرى.

عانى يسرى الجندى من قيود جهاز الرقابة على المصنفات، خاصة أن أغلب أعماله كانت تتسم بالمواجهة الصريحة للأزمات السياسية، فلم يكن أبدا مهادنا بل كان ناصريا مواجهًا عنيدًا فى الحق حتى فى أعماله الرمزية التى اعتمدها من الموروث الشعبى مثل مسرحيات.. حكاية جحا التى كانت باللهجة العامية المصرية عام ١٩٧٠.. وعلى الزيبق بالعامية ١٩٧٣ والاسكافى ملكا عام ٢٠٠٣ وبعد بروفات استمرت ثلاثة شهور فوق المسرح القومى تم ايقافها.

وفى الدراما التليفزيونية كتب الجندى جمهورية زفتى والتوأم وشارع المواردى وسامحونى مكنش قصدى ومن أطلق الرصاص على هند علام وسقوط الخلافة والسيرة الهلالية وهى دراما مأخوذة عن مسرحيته سيرة بنى هلال.

ولكن أنجح أعماله التليفزيونية كانت فى رأيى جمهورية زفتى والطارق وجحا المصرى. وهذه الأعمال الثلاثة تمثل رؤى مختلفة، جمهورية زفتى تدور احداثها أثناء حقبة تاريخية فى مصر عانى فيها الوطن من الاحتلال الإنجليزى ومن سطوة الاقطاعيين.. ولكن يسرى الجندى ركز القضية فى شخصية حشمت باشا الذى كان يقهر الفلاحين ويستولى على المحاصيل بأبخس الأثمان مستخدما العنف لمن لا يخضع له.. المسلسل تم عرضه عام ١٩٩٨ من إخراج إسماعيل عبدالحافظ واحداث العمل واقعية حدثت فى أعقاب ثورة ١٩١٩ الخالدة حيث أعلنت محافظة زفتى استقبالها.

يسرى الجندى كان مولعا بالوطن والحرية والعقلانية فى مواجهة الخرافة. عاش حياته مقاومًا لكل أشكال التخلف والجمود مرحبا بالعلم وتفعيل دوره فى المجتمع. ظهر هذا واضحًا فى مقالاته بجريدة الأخبار وفى كتبه التى ضمت أفكاره عن ثورة الخامس والعشرين من يناير وثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ رحل يسرى الجندى عن عمر ثمانين عامًا، قضاها مناضلًا ومصلحًا شريفًا فى خدمه وطنه والثقافة بمفهومها الأشمل وخاصة الجانب الشعبى والتراث العربى.

‏Nader nashed [email protected]