رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

من أفكار شهر طوبة والبرد القارس خطرت لى فكرة عندما كنت على مقربة من عم منصور بائع الجرائد المثقف فى بلدتنا وأمام مسجد التحرير وهو من المساجد الكبيرة فى قنا، وجدتُ أحد معارفنا جالسًا مع زملائه يتسامرون، ألقيت عليهم السلام، اشتريت الصحف التى اعتدت قراءتها، فأنا أنتمى للجيل الورقى الذى يمسك الصحف ويتلمس رائحة الورق؛، ومضيت إلى الجامعة، لكن فى اليوم التالى وبعده، وجدت الحلقة نفسها بل تزداد قليلًا قليلًا، وهنا سألته عن سبب هذه القعدة فى أوقات العمل، ففاجأنى: التوقيع بالبصمة، يعنى نوقع ونخرج نشترى متطلبات البيت ونشيّش (فعل مشتق من الشيشة) ونعود إلى العمل نبصم!

ولأنه لم يعتد الجلوس فى المكاتب فآثر أن يجلس وزملاؤه فى الشارع والمقاهى حتى يحين موعد الانصراف البصمى، وهنا جاءتنى الفكرة، طالما الصين قامت بصنع جميع احتياجاتنا حتى الجنيه وسجادة الصلاة والجلباب البلدى والمسابح وأكفان موتانا وأغطية النعوش المزينة بآيات القرآن الكريم «كل من عليها فان» فلماذا لا تنقذ هؤلاء من هذه الورطة، وتأخذ بصمات الموظفين وحجم إبهامهم الأيمن والأيسر– خلّنا فى الضمان– وتصدّر لنا أصابع بلاستيكية ويشترى كل مواطن إصبعه وعليه بصمته ويعطى بصمته لصاحبه يبصم له بها فى حال غيابه عن العمل وبذلك يكون موجودًا فى العمل بالبصمة الصيني وموجودًا ببيته بالأصابع الحقيقية، وربما يتطور الأمر ويضع موظفو بعض المصالح أصابعهم فى عِقد طويل ويمرر أحدهم العقد فى الثامنة صباحًا وفى الثانية ظهرًا وندخل إلى المصالح الحكومية فنجد العقد معلقًا فى مسمار بالحائط، فإذا سألت عن موظف أشار إليك أحد المنتدبين منهم إلى العقد؛ وقال: ربما يأتى لكن طالما وقّع بالبصمة الصينى أعتقد لن يأتى اليوم! وإذا فشلت تجربة البصمة الصينى فربما يلجأ هؤلاء إلى ما لجأ إليه بعض معدومى الضمير قبل قرن من الزمان عندما بتروا إبهامهم حتى يتهربوا من التجنيد!

وهنا ستظهر مشكلة صورة الباصم على الماكينة؛ وهذه حلها بسيط؛ ولعلكم تتذكرون حدوتة المرآة السحرية التى كانت أمى رحمها الله تعالى وأمهاتكم يحكينها لنا قبيل النوم وكانت هذه المرآة تحتفظ بصورة كل من تراه، فإذا ما جاء موعد البصمة أخرج مندوبهم العِقد والمرآة السحرية معًا وبصم للغائب الأول ثم الثانى وهكذا إلى نهاية العقد!

ومن أعجب ما رأيت فى مؤسسة كنت أشغلُ إدارتها وطبَّقتُ فيها التوقيع بالبصمة وانتظم العمل أسابيع قليلة لكن بعض الموظفين كانوا يأتون صباحًا ويوقّعون ثم يذهبون ولا يعودون إلا صبيحة اليوم التالى وبالرجوع للبصمة نكتشف أنهم وقّعوا انصرافًا وبعد فحص اكتشفنا أن مبرمجًا غيّر فى البرمجة، وألغى المدة البَيْنية بين الحضور والانصراف؛ فمن يبصم مرة فى التاسعة صباحًا حضورًا بإمكانه التوقيع فى التاسعة صباحًا ودقيقة انصرافًا!

أخشى ما أخشاه أن تلتقط الصين فكرة عقد الأصابع والمرايا ونرى العقود تباع فى الميادين العامة.

< خاتمة="">

قليلٌ منك يكفينى ولكن

قليلُك لا يقالُ له قليلُ

[email protected]