عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

أتخيل أن أدب نجيب محفوظ سيظل يشرق على العالمين من قرن إلى آخر، ومثلما استمتع الناس منذ ألف عام ومازالوا بشعر المتنبى وأبى نواس ونثر الجاحظ والنفرى، ستقبل أيضاً أجيال وأجيال بعدنا على روايات محفوظ ناشدة المتعة والفائدة والحكمة، معلنة أن هذا الرجل من عباقرة الزمان على مر العصور. وها هو معرض القاهرة الدولى للكتاب يشهد على الحضور الكثيف للرجل فى حياتنا رغم أن آخر رواية كتبها وهى (قشتمر) صدرت فى 1988، أى قبل 34 عامًا.

حين تتجول فى المعرض سيستقبلك نجيب محفوظ أو من ينوب عنه فى هذا الجناح أو ذاك، فدار الشروق العريقة مازالت تطبع رواياته منذ اتفق رئيس مجلس إدارتها المهندس إبراهيم المعلم مع محفوظ نفسه على إعادة نشر روائعه الخالدة، ومكتبة ديوان نالت مؤخرًا شرف الاتفاق مع ابنة محفوظ على طبع إنجازه الأدبى الباذخ وإتاحته ورقيًا وإلكترونيًا، وها هى دار غراب للنشر والتوزيع تطرح فى هذا المعرض كتابًا بالغ الأهمية عن صاحب نوبل 1988.

الكتاب اسمه (نجيب محفوظ شرقًا وغربًا)، ويقع فى 353 صفحة من القطع الكبير، وقد أعده وعكف على جمع دراساته ومقالاته الكاتب الصحفى البارز مصطفى عبدالله رئيس تحرير أخبار الأدب الأسبق، والروائى الطبيب شريف مليكة، وتولى مهمة تحريره ومراجعته الكاتب أحمد كمال زكى. وبذكاء شديد اختار مصطفى عبدالله، كما أخبرنى، صورة طابع بريد جوى صدر بمناسبة فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل لتوضع على الغلاف، على أساس أن أدب الرجل طار وصال وجال فى أركان الأرض الأربعة.

فى تقديمهما لهذا الكتاب يشرحان لماذا نجبيب محفوظ شرقًا وغربًا، فيكتبان: (يؤكد هذا الكتاب أن الغياب لم يُفقد عميد الرواية العربية نجيب محفوظ حضوره وألقه، فهو لا يزال بعد مرور خمسة عشر عامًا على وفاته، وقرن وعقد من الزمان على ميلاده، مؤثرًا فى الساحتين العربية والعالمية، بدليل حضور أدبه فى كبريات جامعات العالم)، أما الناقد الكبير الأستاذ الدكتور أحمد درويش فيكتب كلمة تمهيدية بالغة العمق ترصد فرادة محفوظ وإبداعه على مر التاريخ.

يشمل الكتاب 21 دراسة معمقة تتناول العديد من جوانب العالم السخى لصاحب (الحرافيش)، فيكتب، مع حفظ الألقاب، أساتذة وأكاديميون وروائيون وصحفيون وباحثون مصريون وعرب وأجانب ما أوحى به أدب محفوظ واستثار همتهم النقدية والبحثية، فصبرى حافظ يكتب (نوبل محفوظ والأدب العربى)، وحسين حمودة («العتبة» فى روايات نجيب محفوظ)، ومحمد آيت ميهوب («المرايا» رواية سيرة ذاتية)، وعبدالقادر فيدوح (الملامح الفكرية فى روايات نجيب محفوظ)، وأبو بكر العيادى (علاقتى بأدب نجيب محفوظ)، وعبدالبديع عبدالله (ثلاث طفرات فى الفن)، وفوزية العشماوى (الشخصيات النسائية فى أدب نجيب محفوظ)، وأحمد درويش (استلهام التراث الدينى فى أولاد حارتنا)، وأحمد حسن صبرة (صورة معه، ومقال عنه)، والسيد فضل (الرحيل عن دار الوحى وأمل العودة إليها)، ورشا صالح (من تفريغ الشكل إلى تشكيل الفراغ)، وأحمد كمال زكى («الحرّيف» وأسرع هداف فى زمانه)، وناصر عراق (العائش فى محراب السينما المصرية)، وأحمد فضل شبلول (قضية الكتابة عند عميد الرواية)، وماجد موريس إبراهيم (الحس الصوفى عند نجيب محفوظ)، وسامى البحيرى (حضرة المحترم العائش فى الحقيقة)، ومحمود الشنوانى (أسرار التركيبة المحفوظية)، وشريف مليكة (الإنسان المهول... صاحب القلم السخى)، ومصطفى عبدالله (اعترافات فيلسوف الرواية العربية)، فضلا عن مقالات لكاتبين من الأجانب هما روجر ألن وريموند ستوك، حيث نشر مقال كل منهما فى الكتاب باللغة الإنجليزية.

هذا كتاب يمتع ويفيد، بقدر ما يجوب فى العالم الشاسع لأعظم أديب مصرى وعربى فى الألف عام الأخيرة.

حقًا... ما أروع نجيب محفوظ.