ضربة البداية
يخطئ من يظن أن انتقاد أداء المنتخب فى بداية مشواره ببطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليًا بالكاميرون هو تصيد للأخطاء سواء للاعبين أو المدير الفنى البرتغالى كارلوس كيروش، ورغبة فى إزاحته وإتاحة الفرصة لغيره من المدربين.. على العكس تمامًا.. النقد البناء هو أحد أسباب تحسن الأداء نسبيًا والفوز على كل من غينيا بيساو والسودان فى الدور الأول.. ثم تقديم عرضين رائعين يليقان بالفراعنة أمام كوت ديفوار ثم المغرب والفوز المستحق عليهما والتأهل الى قبل النهائى لمواجهة أسود الكاميرون فى التاسعة من مساء اليوم.. أدرك كيروش أنه فى مهمة رسمية فزاد تركيزه ووضع التشكيل الأفضل والتكتيك المناسب لمواجهة أسود الأطلسى لذلك لم يتأثر نجوم مصر بالتقدم المبكر للمغرب من ضربة جزاء.. بل زاد هذا الموقف من إصرارهم على الضغط ومعادلة النتيجة.. وكذلك رغبتهم فى تحقيق الفوز وحسم اللقاء.. وبالفعل قاد النجم المصرى العالمى محمد صلاح منتخب الفراعنة لفوز مستحق وسجل هدفًا من تمركزه الرائع أمام مرمى المغرب.. وصنع الهدف الثانى من تمريرة عرضية رائعة وضع فيها خبرة السنين لتريزيجيه الذى كان فى الزمان والمكان المناسبين وقبل هدية صلاح الغالية وأسكن الكرة شباك المغرب ليسدل الستار على هذا الصراع الكروى المثير.. وليصبح منتخب مصر هو الممثل الوحيد للعرب الباقى فى البطولة..
ورغم الإصابات الكثيرة التى تعرض لها نجوم مصر والغيابات المؤثرة جدا فإن الأداء فى المباراتين الأخيرتين يجعل ثقتنا كبيرة فى جميع اللاعبين خاصة أن الذين أتيحت لهم الفرصة للمشاركة تمسكوا بها وأجادوا وأبلغ مثال الحارس محمد أبوجبل الذى شارك بديلًا لمحمد الشناوى وأجاد أمام كوت ديفوار ثم تعرض أيضًا للإصابة فى لقاء المغرب، وجاءت الفرصة غير المتوقعة على الإطلاق للحارس الشاب محمد صبحى الجاهز اليوم للذود عن عرين الفراعنة أمام أسود الكاميرون إذا لم يتمكن أبوجبل من اللحاق بالمباراة.
وإذا كنا انتقدنا الجهاز الفنى كثيرًا فى تغيير مراكز اللاعبين لأنها تتسبب فى إرباك الخطوط ووجود ثغرات دفاعية إلا أننا نشيد بتراجع كيروش فى هذه النقطة وإعادة ترتيب الأوراق بصورة إيجابية فى مباراة المغرب.. باستثناء إشراك أيمن أشرف فى مركز لاعب الوسط المدافع الذى لم يُجد فيه بل تسبب فى ضربة الجزاء التى سجل منها منتخب المغرب.. ومباراة اليوم أمام الكاميرون حاسمة تحتاج لمواصلة الأداء الرجولى والروح القتالية العالية وغلق مفاتيح اللعب والخطورة للأسود.. وتوزيع الجهد لمواجهة التفوق البدنى للكاميرون.. والتمركز الدفاعى الجيد للتصدى للعرضيات التى يجيدونها.. وأن يضع كيروش كل لاعب فى مكانه ولا داعى لأى نوع من أنواع المغامرة!!