ضربة البداية
قبل ساعات من مباراة المنتخب الوطنى أمام كوت ديفوار فى دور الستة عشر بكأس الأمم الأفريقية بالكاميرون أكتب هذه السطور.. وبعيدا عن النتيجة ومشوارنا فى هذه البطولة.. توقفت عند تصريح جديد محبط من البرتغالى كارلوس كيروش المدير الفنى للمنتخب.. وهو امتداد لتصريحات لايجب ابدا ان تصدر من مدير فنى لمنتخب له اسمه وبطولاته، ووراءه جماهير بالملايين تنتظر تفوقه وفوزه وكذلك تقديم أداء أفضل مما يقدمه المنتخب فى الوقت الحالى.. ورغم أننا جميعا أشرنا إلى ان الفراعنة لا يقلون عن الأفيال وقادرون على تخطيهم والتأهل لدور الثمانية إلا أن كارلوس كيروش فى تصريحه المحبط قال: «حظنا العسر أوقعنا مع منتخب كوت ديڤوار الصعب فى دور الـ 16 لأمم أفريقيا.. ومع منتخب السنغال القوى فى المرحلة النهائية لتصفيات كأس العالم.. لكن مجرد الوصول لهذه المرحلة فهو شرف يفتخر به كل مصرى»!!
أى شرف هذا الذى يتحدث عنه كيروش فى مجرد الوصول إلى هذه المرحلة فى البطولتين.. وأى فخر للمصريين سيشعرون به إذا لم نتخط المباراتين ونصل إلى ما هو ابعد من ذلك بكثير فى أمم أفريقيا.. ونتأهل للمونديال على حساب السنغال فى الخطوة الأخيرة.. والمؤكد أن هذه التصريحات المحبطة اذا تسربت إلى نفوس اللاعبين لن تجد الحماس الكافى داخل الملعب وبالتالى لن يتحسن الأداء ولن نتقدم فى المستوى والنتائج حتى اذا تخطينا عقبة سيظل الرعب هو المسيطر فى كل مباراة مقبلة.. وكأننا منتخب يتعلم كرة القدم او يحبو داخل المستطيل الأخضر.. ولا يستطيع مواجهة أى منتخب أفريقى آخر بعد أن كنا نسبب لهم الخوف والقلق والرعب ونحقق انتصارات مدوية محفورة فى ذاكرة جميع الأفارقة..
هى بالفعل تصريحات لا يجب أن تصدر من مدرب يقود منتخب مصر ولا تليق بأسماء النجوم الكبار الذين يضمهم تشكيل الفراعنة.. وأتمنى إذا استمر كيروش أن يتخلى عن هذه التصريحات المحبطة ويلجأ إلى تفجير الطاقة الإيجابية لدى اللاعبين..
وفى الساعات الأخيرة قبل مباراة كوت ديفوار تركنا جميعا كل زوايا النقد ولجأنا إلى الأمر الطبيعى وهو مساندة المنتخب واللاعبين وكذلك الجهاز الفنى الذى تمنينا أن يؤدى بطريقة فريق العمل بعيدا عن نرجسية وديكتاتورية كيروش الواضحة.. وان يكون التعاون سبيلا للوصول إلى أفضل تشكيل وانسب تغييرات أثناء اللقاء حتى نتمكن من عبور كوت ديفوار لأنه منتخب قوى ويجب أن نكون جاهزين تماما فنيا ومعنويا له ولغيره طالما أننا وصلنا لمرحلة اللعب مع الكبار..
وعلى كيروش أن يراجع البطولات الأفريقية التى حققها المنتخب من قبل و يضبط تصريحاته ويتأكد أن طموحات الكرة المصرية ليس لها سقف وان المركز الأول يجب أن يكون هو الهدف.. أما قناعاته أن الجمهور المصرى (بيرضى بقليله) فهى غير صحيحة ولاتتناسب مع حب هذه الجماهير للساحرة المستديرة وعشقهم لمنتخب الفراعنة!