رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

 

 

«روضة عبدالرحيم العلمية» بيت ثقافى أقامه الشيخ محمد عبدالقادر الرجل الصوفى ومن أعيان مدينة دشنا بمحافظة قنا كى يكون روضة ثقافية تحمل اسم نجله عبدالرحيم الذى تُوفى فى ريعان شبابه عندما كان مدرسا مساعدا بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، فاقتطع والده قطعة أرض مسجدا وأخرى روضة علمية ثقافية، وهذا المنحى من النادر أن نجده إلا عند هؤلاء الذين صَفَتْ قلوبهم وسَمَتْ أرواحهم فرأوْا أن العلم والثقافة هما جناحان للتقدم وإرساء دعائم بلدهم، وعندما دُعيتُ لأتحدث عن كتابى «الخضر فى التراث العالمي» الذى صدر حديثا فى «دار المعارف» لم أتردد لأنى طالما ناديتُ أن نهتم بالثقافة فهى التى تزرع الانتماء فى قلوب أبنائنا وسرّنى أننى وجدت شبانا وأطفالا بالروضة يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ومكتبة بها أُمات الكتب التراثية، وحوت أحدث الإصدارات لغة وعلما وطبا وثقافة أيضا، وجدتُ حماسًا لديهم وكأن الثقافة شاغلهم الأكبر، كان الحوار ثريا والمناقشات مع الشباب تفتح رؤى جديدة، استمرت الندوة ساعتين، وهالنى أن الشيخ محمد عبدالقادر الذى جاوز الثمانين من سِنِى عمره لم يبرح مقعده أمامى حتى نهاية الندوة متفاعلا وموضحا للشباب ما غمض عنهم، مثل هؤلاء الرواد فى هذه المدن والقرى يقومون بدور كبير فى الساحات التى تضطلع بدور ثقافى واجتماعى واقتصادى مهم وترسى دعائم الدولة وأركانها.

وكم سعدتُ عندما علمت أن روضة عبدالرحيم العلمية قد فازت بالمشروع الوطنى للقراءة بالتعاون مع قصر ثقافة دشنا ونادى أدبها النّشط ومبادرة أزبكية دشنا، كان الحضور جميلا من الشعراء والنقاد وأهلنا الطيبين وشبابنا النابض حبا وثقافة وانتماء، وأطفالنا الذين ظلوا مستمعين ساعتين كاملتين وهم فرحون بقصص الخضر ورحلاته عبر الأقطار والأزمان وكان وجود الشيخ محمد عبدالقادر يضفى لمسات روحية وفيوضات صوفية فى أرجاء المكان، ألم يقل الشيخ محمد الطيب: «لحظاتنا كلها كرامات، وليست هناك كرامة أكبر من العلم» كان الخضر يجوب الروضة فرحا بحضوره فى دشنا، فقد كان أبى-رحمه الله- إذا ذُكر الخضر اعتدل فى جلسته وقال: وعليك السلام ورحمة الله، فسألته عندما كنتُ طفلا: على من تُسلّم؟ فقال لى: على الخضر، فما ذُكِر فى مجلس إلا وكان حاضرا فيه»

< مختتم="">

قال الشاعر:

سقوْنى وقالوا: مت غراما بحبنا

إذا شئت أن تحيا وتحظى بقربنا

فموت الفتى بالحبّ راحة قلبهِ

إذا ماتَ من حرّ الصبابةِ والعنا

[email protected]