رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

الجرائم البشعة التى توسعت الصحف والسوشيال ميديا فى نشرها الأسبوع الماضى، كان من أخطرها سفاح الإسماعيلية الذى فصل رأس ضحيته عن جسده، وتجول به فى الشارع دون أن يجرؤ أحد المارة على إيقافه!

وتأتى الجريمة الثانية بعد ساعات فى الفيوم أكثر بشاعة وقسوة حيث احتجز مسجل خطر أفراد أسرته وأطلق النار على زوجته ووالدتها وسط هلع أطفاله الذين احتجزهم كدرع بشرية حتى تم القبض عليه بعد يومين من احتجاز رهائنه.

هاتان كانتا الجريمتين اللتين بينهما أوجه شبه ترك كل وجه منها علامة استفهام تبحث عن جواب.

> الأول: بشاعة الجريمتين، ووسيلة تنفيذهما سواء فصل الرأس عن الجسد فى الإسماعيلية والتمثيل به، أو بقتل الأم والجدة فى الفيوم بين أطفال أبرياء تاركاً نزيف دمائهم يختلط بدموع الأطفال.

> الثانى: الدوافع التى أدت إلى ارتكابهما والمتعلقة بالثأر للشرف والسلوك المنحرف من جانب أسرة المتهمين هنا أو هناك، الأمر الذى يؤكد الانفلات الأخلاقى الذى أصبح شماعة يعلق عليها البعض خطاياه دون سند من الحقيقة أحياناً والميل إلى أخذ حقه بيده بعيداً عن القانون.

> الثالث: ارتباط الجريمتين بتعاطى المخدرات بعد انتشار تداولها بأنواعها الحديثة «المخلقة كيميائياً» أو النباتية، عبر الدراما الفضائية من خلال المسلسلات التى تكرس للعنف وتظهر أبطاله كنجوم مجتمع مثل «عبده موتة، إبراهيم الأبيض اللى مالوش كبير»، وكأن السيجارة وشرب المخدر أسلوب من كماليات الرجولة أو التباهى كدليل على القدرة والنفوذ.

> الرابع: صمت المجتمع الذى وقعت فى محيطه الجريمتان، ففى الإسماعيلية بارك المارة مشهد التمثيل برأس الضحية واكتفوا بتسجيله على الموبايل دون تدخل إيجابى، وفى الفيوم تركوا الجانى مع رهائنه لمدة 48 ساعة دون تدخل أو اقتحام حتى تمكنت الشرطة من إصابته قبل القبض عليه.

وحتى نتخلص من هذه الجرائم وما يترتب عليها من انهيار أسرى ينبغى منع مسلسلات العنف والأفلام السينمائية التى تروج لمثل هذه السلوكيات أو على الأقل وضعها تحت رقابة صارمة لتنقيتها من تلك المشاهد المحفزة على القتل وشرب المخدرات، بالإضافة إلى العودة إلى التربية الأسرية السليمة، التى كان فيها الأب قدوة والمدرس مثلاً أعلى، وإمام المسجد رمزاً مقدساً، ويبقى الدور الأهم لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية «فرع أبحاث الأسرة» بأن يخضع هذه الجرائم المستحدثة لمجهر البحث للوقف على أسبابها وحقيقة دوافعها والعمل على علاجها، مع تخصيص دائرة قضائية أسوة بدوائر الإرهاب للفصل فى جرائم العنف الأسرى حتى يتحقق الردع فى أسرع وقت.