عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ربما يشغلنا بناء الأبراج الشاهقة أكثر من بناء المدارس.. وربما ننشغل بارتفاع الأسعار، التى تتنافس فيها الحكومة والتجار على المواطن.. وربما يتربص وزير التموين بالمواطنين ويحاول ذات ليلة فى مكتبه بالوزارة إيجاد مبررات لرفع سعر رغيف الخبز فى الصباح.. وربما يفعل نفس الشيء وزيرى الكهرباء والبترول.. وربما.. وربما تشغلنا عشرات المشكلات الشبيهة الأخرى.. ولكن تظل مشكلة واحدة لا تشغلنا، والحقيقة هى كارثة، على الجيل الحالى وعلى مستقبل أولادنا والأجيال القادمة!

ولأنها مشكلة أخطر بكثير مما نتصور، تشارك مصر بأعلى مستوى فى قمة الأمم المتحدة للمناخ فى مدينة جلاسجو البريطانية، بحضور السيد الرئيس.. لعدة أسباب أولها أن مصر تعتبر من الدول الضحايا للكوارث المناخية التى سببتها الدول الصناعية الكبرى، وتهدد الكرة الأرضية كلها، ومصر من الأجزاء التى ستطولها هذه الكوارث بما توقعته الدراسات منذ سنوات، بغرق أجزاء كبيرة من أراضى الدلتا وإصابة مساحات كبيرة منها بالبوار بسبب ملوحة الأرض، وزحف مياه البحر المتوسط عليها وعلى شواطئ الإسكندرية التى يتوقع اختفاء أجزاء منها كذلك.. لا لشيء آخر سوى تغير المناخ!

ومن الأسباب الأخرى التى تجعل مصر تهتم بهذه القمة تحديدًا، أن أحد أبرز الملفات التى تناقشها هى التأثيرات الخطيرة للجفاف بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، وبات يصيب الأراضى الزراعية فى الكثير من الدول، ومن ضمنها مصر بالطبع، وجعلها من البلدان الفقيرة مائيًا.. وهى فقيرة أصلًا!

وهنا تطل بكل مأساتها مشكلة سد النهضة.. ولأن قمة المناخ التالية ستعقد فى مصر العام القادم، فإنها فرصة أن تضع المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته إزاء هذه المشكلة المصيرية التى تواجهها مصر بمفردها، وتتعامل معها دول العالم فى الأمم المتحدة، والدول الكبرى فى مجلس الأمن بتخاذل شديد وليس بقدر وحجم الكارثة الحياتية التى تهدد 100 مليون مصري!

قمة المناخ فى مصر العام القادم.. ليست قمة بيئية ولكنها قمة سياسية، ومن المهم إدراك ذلك مبكرًا، فى ظل توقعات استمرار إثيوبيا فى تعنتها باستكمال الملأ الثانى للسد.. والبدء فى الملء الثالث.. وهو ما يجب الاستعداد له من الآن؟!

[email protected]