رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

من المستحيل أن نجد في أي زمان، توافقًا وإجماعًا كليًّا، أو رأيًا موحدًا على قضيةٍ ما، أو أشخاصٍ بعينهم.. لأننا بذلك نكون قد وصلنا لمرحلةٍ من التماهي والتطابق، لم يصل إليها السابقون أو اللاحقون.

أخيرًا.. هدأت عاصفة الجدل التي أثارها فيلم «ريش»، المتهم بـ«الإساءة لسُمعة مصر»، من جانب بعض الفنانين والبرلمانيين والإعلاميين، اعتراضًا على محتوى الفيلم، بعد عرضه مؤخرًا في مهرجان الجونة، وفوزه بعدة جوائز.

ربما لم نكن لنسمع عن الفيلم وصُنَّاعه، إلا بعد فوزه «عالميًا» بالجائزة الكبرى للنقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي، لينال ما يستحق من تكريم، احتفاء بالإنجاز المصري.. لكن «أجنحة الصقور» كانت متربصة للانقضاض عليه «محليًّا»!

الملاحظ أن النقاش الذي كان من المفترض أن يكون فنيًّا بحتًا حول الفيلم، تحول إلى جدل مُسَيَّس، وتبادل للاتهامات، عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، التي أصبحت منبرًا لمنح صكوك الوطنية، وإبراز موهبة النقد الفني لدى الجميع!

ورغم أن «ريش» هو أول فيلم مصري يحصل على تلك الجائزة الدولية المرموقة، كعمل فني ذي قيمة، إلا أنه أثار حفيظة البعض بحجة أنه يسيئ لسُمعة مصر، وأن الأجدر بالسينما، تسليط الضوء على الإنجازات والنجاحات والإيجابيات فقط!

إن عالم السينما والفن عمومًا، هو مرآة الواقع، وغير مرتبط بإطار مكاني أو زماني أو شخوص بعينهم، ولذلك لا نستطيع الحُكم على الفيلم إلا بعد المشاهدة، لأنه غير جماهيري، ويختلف كثيرًا عن نوعية الأفلام التي اعتادها المشاهدون، كما أنه يحمل رسالة خيالية، وليس واقعيًا أساسًا.. بالطبع إذا نظرنا لقصة تحول بطله إلى دجاجة!

ما نود التأكيد عليه هو أنه لا يوجد عمل فني يمكنه النَّيْل أو الإساءة لمصر، بتاريخها وقيمتها، لأن تناول شخصيات فقيرة أمر يحدث في كل سينمات العالم، ولذلك يجب أن تكون حرية الإبداع مكفولة، والانحياز لحرية الإبداع والفن.

أخيرًا.. الغالبية العظمى لم تشاهد الفيلم حتى يُمكنها الحكم عليه، رفضًا واعتراضًا، كما أن أسلوب المنع لم يعد يجدي نفعًا، ولم يصمد أمام مشاهدة أفلام عالمية ممنوعة من العرض مثل « الخروج.. آلهة وملوك» للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، والفيلم الأمريكي المثير للجدل «نوح»، في ظل عالم افتراضي نعيشه.. فالممنوع مرغوب، و«الإعلام البديل» متوفر ومتاح للجميع.

فصل الخطاب:

عندما التقى ألبرت أينشتاين مع تشارلي تشابلن، قال الأول: «أكثر شيء أحبه في فَنِّك أنه عالمي.. يمكن للجميع أن يفهك دون قول كلمة واحدة»، ليرد الأخير: «هذا صحيح، لكن شُهْرتك أعظم.. كل العالم يحبك، رغم أنه لا أحد يفهمك»!