عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل سويا حديثنا اليوم وأيقونة جماعة الخراب والدمار الحية الرقطاء والشاهدة الزور زينب الغزالى

زينب الغزالى كسرت القاعدة المتعارف عليها ان عادة السيدات الرقة والبعد عن العنف إلا أنها كتبت وسطرت اسمها على رأس قائمة النساء اللاتى دعمن الإرهاب والعنف وساهمن فى نشره وتقويته، فجاءت على رأس المقبوض عليهم فى تنظيم «٦٥»، بقيادة سيد قطب وهو التنظيم الذى كان يستهدف اغتيال جمال عبد الناصر، ومجلس قيادة الثورة وضرب القناطر الخيرية وابراج الكهرباء والمنشآت الحيوية لإحداث انقلاب والاستيلاء على السلطة بالقوة.

دافعت زينب الغزالى عن مشروع هدى شعراوى فى البداية لتنمية المرأة والنهوض بها، وخاضت مناظرات مع بعض شيوخ الأزهر وطالب بعضهم بإيقافها عن الخطابة، فلم تجد نفسها كقيادة تابعة لهدى شعراوى فانفصلت عنها وأسست مركز السيدات المسلمات فى عام ١٩٣٧، وبعد تأسيسها بـ ٦ أشهر اقترح عليها البنا بعد زيارة لها فى مركزها، رئاسة قسم الأخوات المسلمات عند الإخوان ورفضت فى البداية بناءً على رفض بعض العضوات المؤسسات للمركز، لكنهن أبدين بعد ذلك التعاون والتنسيق مع الجماعة، لكن بعد أحداث ١٩٤٨ وصدور قرار حل جماعة الإخوان المتأسلمين أرسلت برقية تأييد للبنا تبايعه فيها على العمل للإسلام وتعبيد نفسها لله فى سبيل خدمة الجماعة الإرهابية، وحينئذ أصبحت عضوة فى جماعة الإخوان المتأسلمين تلعب دورًا رئيسيًا فيها.

تعاطفت زينب الغزالى مع ثورة يوليو من بدايتها، وقت أن كانت القيادة بيد اللواء محمد نجيب كما أيدتها السيدات المسلمات وكان ذلك لفترة قصيرة تغيرت رؤيتها بعد ذلك بسبب إحساس الغزالى أن الأمور لا تسير على ما يرام، وأنها ليست الثورة المنتظرة التى تقيم حكم الله، ومرت الأيام وبدأ الصدام مع عبدالناصر وظهر عداؤه الشديد مع الإخوان فى شخوص رجاله وصدور الأحكام بالإعدام على قيادات الإخوان، ومن هنا تطورت وتحولت شخصية الغزالى الداعية فى جميع السيدات المسلمات إلى شخصية مساندة ثم قيادية وخاصة بعد القبض على مرشدها حسن الهضيبى ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

يروج خفافيش الظلام دائمًا أنها رفضت مقابلة عبدالناصر قائلة (أنا لا أصافح يدًا تلوثت بالدماء)، فكانت بداية العداوة من التعذيب والسجن، بقيادتها لقسم الأخوات المسلمات فى الجماعة وتدبير شأن المعتقلين فيما يعرف بكفالة أسر المعتقلين والمسجونين فى قضايا الإخوان، بالإضافة إلى قيامها بعمل صندوق دعم الجماعة الاجتماعى والتنظيمى، وكونها حلقة الوصل بين القيادات المسجونين فى قضية اغتيال عبدالناصر ومجموعة تنظيم ٦٥ بقيادة سيد قطب ومقابلتها لقيادات فى السفارة الأمريكية، كل ذلك أثار غضب عبدالناصر.

زينب الغزالى كان لها العديد من المقالات فى الصحف والمجلات العربية والإسلامية، وقد طافت الكثير من البلدان الإسلامية، وشاركت ومثلت المرأة المسلمة فى كثير من المؤتمرات والمنتديات.

هناك مجموعة من الكوادر الإخوانية الذين لم تطلهم حملة الاعتقالات الخاصة بتنظيم ٦٥، حاولوا إعادة تنظيم صفوف الجماعة من جديد، أبرزهم عبدالفتاح إسماعيل، وعلى عشماوى، وأحمد عبدالمجيد، ومحمد فتحى رفاعى، وعوض عبدالعال وآخرون، ضمن ما عرف بتنظيم سيد قطب، أو تنظيم ١٩٦٥.

أول لقاء بين زينب الغزالى وعبدالفتاح إسماعيل، كان فى رحلة حج عام ١٩٥٧، الذى يوصف بأنه (دينامو تنظيم ١٩٦٥ وثالث ثلاثة أعدموا عام ١٩٦٦)، تروى الغزالى فتقول (بعد ركعتى الطواف، جلسنا خلف بئر زمزم بالقرب من مقام إبراهيم، وأخذنا نتحدث عن بطلان قرار حل جماعة الإخوان المتأسلمين ووجوب تنظيم صفوف الجماعة وإعادة نشاطها). واتفقنا على أن نتصل، بعد العودة من الأرض المقدسة، بالإمام حسن الهضيبى، المرشد العام لنستأذنه فى العمل. فلما كان وقت الانصراف، التفت الغزالى إلى عبدالفتاح وقالت يجب أن نرتبط هنا ببيعة مع الله على أن نجاهد فى سبيله، لا نتقاعس حتى نجمع صفوف الإخوان، ونفاصل بيننا وبين الذين لا يرغبون فى العمل أيًا كان وضعهم ومقامهم، وبايعنا الله على الجهاد والموت فى سبيل دعوته. 

كانت التحركات للم شتات الإخوان من جديد، على مستوى محافظات مصر كلها، بتوجيهات وتعليمات تصل من داخل السجن، وفى قصاصات يكتبها سيد قطب تحت مسمى (خيوط خطة)، صدرت فيما بعد، ضمن كتابه الشهير معالم فى الطريق، وبرزت تفاصيل هذا المخطط الذى يبدأ من الإعداد والتكوين التربوى، وصولًا إلى إقامة الدولة أو الخلافة الإسلامية المزعومة، بتعليمات من سيد قطب، والطاعة على إقامة الدولة الإسلامية، وكانت هذه المجموعة على قناعة كذلك بأن الأرض اليوم خالية من القاعدة المؤمنة التى تتوافر فيها صفات الأمة الإسلامية الملتزمة التزامًا كاملًا، كما كان الأمر فى عهد النبوة والخلافات الراشدة، ولذلك وجب الجهاد على الجماعة المتأسلمة واغتيال الطاغوت حتى يعود جميع المسلمين للإسلام، فيقوم الدين القيم، لا شعارات ولكن حقيقة عملية واقعة. 

حكم فى النهاية على زينب الغزالى بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا فى هذا التنظيم، وتمت إدانة حميدة قطب فى التنظيم وحكم عليها بالسجن عشر سنوات، كما تمت إدانة إحدى بنات المرشد حسن الهضيبى فى القضية نفسها، وتدعى علية الهضيبى وحكم عليها بالسجن خمس سنوات ليتم إيداعهن جميعًا سجن القناطر للنساء، وللحديث بقية

[email protected]