رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ما زالت حرب أكتوبر 73 تشكل وميض ضوء على الطريق، فلقد كانت نقطة تحول فى تاريخ مصر والأمة العربية، وكان لها صداها فى العالم كله. وكما قال لى الرئيس السادات فى حوارى معه فى أكتوبر75: ( لعل أعظم تقدير لهذه المعركة المجيدة هو استلهام معانيها لكى يتسنى لنا أن نحرز فى مجالات العمل الوطنى ما أحرزناه من نجاح فى العمل العسكرى). وحقًا كان النجاح مذهلًا للعالم كله، فلقد تحطمت أساطير كثيرة فى السادس من أكتوبر تحت وقع الأداء الرائع لجيش مصر العظيم الذى يؤمن بمصر وبعروبة مصر وبكل أهداف الكفاح العربى. ولقد برهن على ذلك بما حققه فى حرب أكتوبر تصحيحًا لنكبة الخامس من يونيو 67. وفى معرض تعقيب السادات حول ما حققته الحرب من أهداف قال لى: (كان الهدف من العبور العظيم فى السادس من أكتوبر 73 تحدى نظرية الأمن الإسرائيلى وقهرها وإمعانا فى إثبات فشلها لا سيما وأن إسرائيل كانت تعتمد فيها على تفوقها والذى تعتقد بأننا لا قبل لنا به، وهو ما أسمته أمريكا بنظرية (توازن القوى) التى رفضناها).

ويمضى الرئيس السادات ليحدثنى عن نظرية الأمن الإسرائيلى قائلًا: (إنها النظرية التى كانت تقتضى ألا تحارب إسرائيل على جبهة واحدة وإنما تعمل على تشتيت الجهد العربى بالانتقال من جبهة إلى أخرى معتمدة فى ذلك على أن العالم العربى مشتت، كما كانت نظرية الأمن الإسرائيلى تعتمد على نقل المعركة خارج أرضها وعلى أن تكون الحرب خاطفة وسريعة بحيث لا تزيد فى استراتيجيتهم عن أسبوع). ولهذا جاءت حرب أكتوبر لتطيح بنظرية الأمن الإسرائيلى وتبدد كل أهداف الكيان الصهيونى، فلقد حارب العرب على جبهتين بعد تشكيل قيادة مشتركة بين مصر وسوريا، وتبددت آمال إسرائيل فى اعتمادها على فرقة العرب وتشتتهم، فلأول مرة يحدث إجماع عربى، ويكفى استخدام البترول كسلاح وبمستوى أذهل العالم إلى حد دفع بمعهد الدراسات الاستراتيجية فى لندن إلى القول: (بعد استخدام العرب للقوة العسكرية وسلاح الطاقة أصبح ينظر لهم الآن بوصفهم القوة السادسة فى هذا العالم). وعوضاً عن ذلك خسرت إسرائيل الرهان على أن تكون الحرب خاطفة لا تزيد على أسبوع، فلقد دامت المعركة سبعة عشر يومًا بشكل أثار القلق والفزع لدى الكيان الصهيونى. وبذلك تحققت لمصر كل الأهداف الاستراتيجية من هذه الحرب المشرفة بضرب أركان نظرية الأمن الإسرائيلى التى ترتكز عليها فى وجودها وفلسفتها التى وضعها «بن جوريون» منشئ هذا الكيان الغاصب.

إنه الرئيس السادات الذى رأى فيه ساسة بريطانيا الزعيم المختار الذى يملك خططًا للتعامل معها بحنكة وحرفية، والتى ترتكز على أمرين. الأول ويتمثل فى قدرته الشخصية والتى لا مجال للشك فيها اعتمادًا على ما يتمتع به من عمق الرؤية وبعد النظر، إلى جانب ما يملكه من قيادة حكيمة. الأمر الثانى يتجلى فى نفوذه وتأثيره على الزعماء العرب، فلولا السادات ما حدث التقارب بين «كيسنجر» والرئيس «حافظ الأسد»، وهو التقارب الذى أسفر عن اتفاقية فصل القوات على الجبهة السورية. لقد ظهر السادات كزعيم مختار لمصر، وجاءت أحداث حرب أكتوبر وانتصار مصر عسكريًا لتؤكد هذا. وللحديث بقية..