رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى مقال له, تم نشره منذ أكثرمن 85 سنة فى صحيفة «كوكب الشرق», أشار عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين إلى الحوار الذى دار بينه وبين موظف فرنسى يعمل فى المصلحة المسئولة عن إقامة الأجانب فى فرنسا حول مسألة الهوية, وكان أديبنا الراحل مبعوثًا من الجامعة الأهلية ليكمل دراسته فى السوربون فرنسا عام 1914, فاستدعاه هذا الموظف ليراجع معه أوراقه, وسأله عن جنسيته, وأجاب طه حسين: أنا مصرى!، غير أن الموظف الفرنسى يعيد عليه السؤال مرة أخري: أسألك عن جنسيتك لا عن البلد الذى ولدت فيه, أنت ولدت فى مصر, لكن مصر لا جنسية لها, لأنها ليست دولة مستقلة, وإنما هى ولاية تابعة للسلطنة العثمانية, فأنت إذًا لست مصريًا, بل أنت رعية من رعايا السلطان العثمانى!

الآن، ومصرنا وطننا العزيز البلد الحر المستقل، هل يقبل أحد بما جاء فى كتاب «معالم فى الطريق»، عندما وصف كاتبه الإخوانى سيد قطب الوطن أنه «ما هو إلا حفنة من تراب عفن». وفى حوار مع المرشد العام السابق كان قد أدلاه للكاتب الصحفى الرائع «سعيد شعيب» أدلى بتلك المقولة الخائنة «طظ فى مصر واللى جابوا مصر واللى فى مصر»؟!

ومن منا يمكنه نسيان ما حدث على الجانب الآخر المنافس المرافق للإخوان،  التيار السلفى وقياداته.. من أرشيف «إسلام أون لاين» كتب «صلاح الدين حسن» متابعًا أولى خطوات صعودهم إلى سطح المشهد السياسى: «عقد السلفيون مؤتمرات حاشدة فى عدة مناطق فى مصر منها الإسكندرية، ومرسى مطروح، والمنصورة لمناقشة الأوضاع فى مصر على خلفية ماحدث فى (25 يناير 2011) وكان من بين هذه المؤتمرات ما عقد فى المنصورة يوم (18 فبراير 2011م) وحضره آلاف من أنصار الدعوة، وتحدث فيه الشيخ «محمد حسان» – أحد مشاهير السلفيين - عن ضرورة مراجعة الاجتهادات السلفية فيما يتعلق بالدخول إلى حلبة السياسة والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وقد أبدت المؤتمرات السلفية الأخيرة هواجس من احتمال تغيير هوية الدولة العربية والإسلامية. وقال محمد حسان آنئذ: «البلد يصنع من جديد.. ونحن سلبيون» وأكد حسان أن السلفيين وراء التاريخ، وأن أهل العلم يجب أن يكونوا متواجدين فى الأزمة!

وعليه، أتفق مع ما ذهب إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى حول تأكيده مفهوم وحقيقة أن مصر فى مواجهتها لقوى الإرهاب الظلامية تعيش وتواجه «حرب وجود»، وبالفعل وبالقياس لكل الحروب التى خاضها الشعب المصرى كان الأمر يتوقف فى درجة الخطورة على مواجهة جيوش نظامية لإعادة أرض محتلة و إزالة لآثار عدوان ونزاعات على حدود، ولم نكن فى مواجهة عدو غادر خارج من بيننا يستهدف تدمير «الهوية المصرية» بفجاجة وتخلف بهذا القدر المفزع، فهويتنا فى النهاية تظل علامة ثبات لوجودنا التاريخى والإنسانى والثقافى والحضارى فوق هذه الأرض العظيمة، وعلى ضفاف النهر الخالد.

 

[email protected]