رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 أسوةً بالراحل د. يوسف إدريس عندما تمجوش فى قرية مجاويش قبل عشرات السنين وانقطع لمدة أسبوعين فى قرية مجاويش بالغردقة، وكانت هى القرية الوحيدة آنذاك بالبحر الأحمر ولا كهرباء فيها ولا تليفزيونات ولا تليفونات، انقطع هناك للتأمل والإبداع وكتب مقاله الشهير «تمجوشوا يا عرب» اتجهت إلى مزرعة أخى على مقربة من قناة السويس الخالدة التى تقع على بعد عدة كيلو مترات من بيت الخال عبدالرحمن الأبنودى الذى اتخذه ملاذاً، هواء صحى وبيئة جميلة عشت عدة أيام هناك بين النخل والنحل والأشجار، وقت الاستيقاظ فجراً والنوم بُعيد العشاء، وكنت أرقب شروق الشمس وجماله وغروب الشمس وكأنها تأوى إلى بيتها لتنام هادئة حتى الصباح، وجدت راحة كبرى فى رعى أغنام أخى أتمشى بها مشى الهوينى، ولحظت أن غروب الشمس إيذان لها بالهرولة نحو حظيرتها دون أن أوجهها، حرفة الرعى حرفة تعلمك الصبر والانتباه واليقظة والتأمل، ما أجمل أن تكسر عادات ألفتها كل يوم، فالعادة حجاب، متعة أن تعيش فى خلوة وأن تسمع حكايات الناس البسطاء وأحلامهم الصغيرة وأن تشاهد الشوارع الجديدة بالقاهرة ومنها إلى محافظات الدلتا والقناة وكأنك تسير فى دولة أوروبية، لذا آمل أن نتجه إلى طرق الصعيد التى تئن وفى حاجة إلى تمهيد وتوسيع ورصف وإصلاح وعلامات.

أعود إلى القاهرة بضوضائها وجمالها أيضاً وشتان بين الهدوء فى المزرعة وهذا الضجيج القاهرى، حاول أن تجد مكاناً هادئاً خلوة لك ولو لعدة أيام أو سويعات هناك ستجد روحك وستبصر النجوم قريبة منك «ولمست النجوم بإيديا».

< خاتمة="">

للشاعر الإماراتى الكبير شهاب غانم قصيدة بعنوان «أن يصلوا» أنشدها المنشد الإماراتى المعروف المهندس أسامة الصافى:

الواصلون إلى العرفان ما وصلوا

 وإنما هم على درب الهوى رحلوا

وتلك رحلة عمر ليس ينجزها

 من كان عن فرح الأرواح ينشغل

هم جاهدوا النفس فانجابت لأعينهم

 بل للبصائر أحلام بها اكتحلوا

وهم أحسوا ذنوب الأمس تلسعهم

 فأجهشوا ندماً واغرورقت مقل

وهم أرادوا بلوغ الشمس فانفلقت

 فيالق الظلمات الجون تنخدل

توضؤوا بغيوث النور وانغمسوا

 فى جدول من شعاع الله واغتسلوا

وأوغلوا فى الدروب الخضر واقتربوا

 وأوشكوا بعد طول الجهد أن يصلوا