رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

من المنتظر أن يبدأ هذا الأسبوع فى القاهرة، الحوار بين الفصائل الفلسطينية تحت رعاية الرئيسين السيسى ومحمود عباس. ويأتى هذا الحوار كأحد أبرز النتائج التى ترتبت على نجاح الجهود المصرية الحكيمة والمخلصة، التى قادتها  مصر باقتدار وصبر على المكاره، لإنجاز وقف لاطلاق الناربين المقاومة الفلسطينية فى غزة وبين إسرائيل. وكانت القيادة المصرية قد وجهت الدعوة للمشاركة فى هذا الحوار إلى 19 فصيلا فلسطينيا، والأمناء العامين لتلك الفصائل، ليس لبحث تثبيت التهدئة فقط، ولكن أساسا لإنهاء العقبات أمام اتمام المصالحة الفلسطينية. 

أكبر تلك العقبات وأكثرها خطورة، هو الانقسام الذى طال أمده بين الفصائل الفلسطينية، وبين السلطة الوطنية الفلسطينية وبين حماس، منذ أعلنت الأخيرة الانشقاق فى العام 2007، وتحويل غزة إلى إمارة إسلامية،  طبقا لإيدلوجية جماعة الإخوان التى تنتمى إليها، بعد أن جلت عنها إسرائيل عام 2005، لتنهى احتلالا للقطاع دام 38 عاما. 

وليس سرا أنه على مدار أكثر من عقد، أفشلت حماس، كل الجهود المصرية التى تم بذلها لإنهاء ذلك الانقسام، الذى منح إسرائيل دعما  لترديد اسطوانتها المشروخة ،التى لاتمل من تشغيليها، بأنها لاتجد بين الفلسطينيين طرفا مجمعا عليه للحوار معه، لكى تواصل مشاريع الاستيطان فى الضفة الغربية التى تقع فى حوزة السلطة الوطنية، طبقا لاتفاقات أوسلو. 

ولا أحد يستطيع أن ينكر، أن هذا الانشقاق، قد أضعف السلطة الوطنية الفلسطينية  فى رام الله، وشجع - بجانب أخطائها – للتمرد عليها، وشطب القضية الفلسطينية من جدول الاهتمام الدولى، لاسيما بعد أن أدرجت حركة حماس ،لدى الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، فى لائحة المنظمات الإرهابية، بما فرض حصارا وحشيا على القطاع، بزعم العمل على  مكافحة الإرهاب الدولى، الذى أسفر، بسبب معايره المزدوجة وعشوائيته، عن توسيع رقعته فى أنحاء العالم! 

نعم، فى يد حماس أكثر من غيرها، إنجاح حوار القاهرة المرتقب بين الفصائل الفلسطينية، بعدما بات ينسب إليها، إثبات فشل نتينياهو ومعسكر اليمين الإسرائيلى، فى  سياسة فرض الأمر الواقع، بعد تصديها  الصاروخى على امتداد 11 يوما ،رغم التفاوت فى ميزان القوى ،لآلة الحرب الوحشية الإسرائيلية، وباتت بعدها طرفا ،فى تثبيت التهدئة والوصول إلى تسوية ،يصعب تجاهله . 

لكن ذلك يتطلب إدراك، أن الفرصة السانحة التى وفرتها عودة الاهتمام الدولى على الصعيد الرسمى بالقضية الفلسطينية بالحديث عن حل الدولتين  والاهتمام الشعبى ،الذى تجلى فى المظاهرات التى اندلعت فى الغرب رفضا لوحشية نيتنياهو، ودعما للشعب الفلسطينى، وطلبا لحمايته، ولنيل حقوقه، تتطلب جهدا  فلسطينيا مخلصا، للإمساك بها وتطويرها والبناء عليها، وتحويل التغير البطيء فى المناخ الدولى لغيرصالح إسرائيل، إلى مناخ أكثر سرعة وديمومة  .  

وأولى الخطوات نحو ذلك، نبذ الخطاب العدائى بين الفاصائل وبعضها البعض، والكف عن الخطاب الدعائى الشعبوى،الذى لا يسمن ولايغنى من جوع، ووالتوقف عن أن تكون أداة فى يد الدول التى تدعمها، لكى يسفر اجتماع القاهرة عن اتفاق حول قيادة موحدة للسلطة الوطنية الفلسطينية، تشرع فى إعادة  هيكلة منظمة التحرير، لتغدو  كما كانت الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى للعودة للحل السياسى الذى تقره قرارات هيئة الأمم المتحدة، والمبادرة العربية ،التى تبادل السلام بالأرض ،وليس السلام بالسلام  كما يروج نتينياهو . 

تتوجه أنظار الشعوب العربية من المشرق إلى المغرب ،إلى اجتماع القاهرة المنتظر أملا أن ينتهى الاجتماع بانتهاء الانقسام، ووحدة الصف الفلسطينى فلا تخذلوهم .