رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

أعتقد.. أن العالم انتقل فى معركته ضد فيروس كورونا من مرحلة تجنبه إلى مرحلة الوقوف أمامه وجهًا لوجه.. ومن الابتعاد عنه، إلى التعامل معه، ومن الاختباء منه خلف الكمامة، إلى مصارعته.. صحيح أن الاحتماء منه مطلوب بتطبيق الإجراءات الاحترازية، ولكن الأهم هو تحدى الفيروس والالتحام المباشر معه بإضعافه أو بقتله.. خاصة أن العالم أيقن أنه لا سبيل للتخلص منه سوى بسلاح واحد وهو.. التطعيم!

وإن مرحلة ما قبل إنتاج التطعيم فى العالم شيء، ومرحلة ما بعد إنتاج التطعيم شيء آخر.. وما يؤكد أننا نعيش مرحلتين مختلفتين، حجم التأثير الكبير للتطعيم فى الصين منبع الكورونا، وفى أمريكا وأوروبا.. فقد انخفضت معدلات الإصابة والوفيات اليومية بصورة كبيرة فى هذه البلاد.. ونحن مازلنا فى مرحلة ما قبل التطعيم.. ومازلنا نبذل جهودًا كبيرة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية والاغلاق وتحرير المخالفات، بينما لا نبذل نصف هذه الجهود فى توفير التطعيم، وفى حث الناس على التطعيم، وايجاد حلول عملية لتشجيع الناس على التطعيم.. والدليل أن وزارة مثل التعليم العالى تبدأ الترم الثانى من امتحانات الجامعات بعد أيام ورغم ذلك لم تتخذ إجراءات حاسمة لتوفير التطعيم لمئات الآلاف من أعضاء هيئة التدريس، بطول مصر وعرضها، والذين سيتعاملون مع ملايين الطلاب والطالبات.. ولا أعرف لماذا لم يبادر الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، باستغلال هذه الفرصة المهمة لتوفير اللقاح لقطاع عريض من المجتمع هم بمثابة العقل المفكر للدولة، فى حين أن السواد الأعظم منهم يوافق على الحصول على التطعيم ولا يجدونه..؟!

كان من المفترض أن نكون أكثر حرصًا من ذلك، ونحن نتعامل مع فئة هى «وش القفص» و«كريمة» أى مجتمع وعلى درجة كبيرة من التعليم والعلم والفكر وحريصة على الحصول على التطعيم، وخصوصا أن عددًا ليس بقليل منهم من كبار السن وأكثر حاجة إلى الحماية لأنهم ببساطة من السهل أن يصابوا من الطلاب والطالبات، وكذلك يمكن أن يصاب الطلاب والطالبات منهم.. وهكذا الجميع ينقله إلى منازلهم وأسرهم وأولادهم.. ولو كان وزير التعليم بادر بتطعيم أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات والكليات وكذلك الاداريين قبل الامتحانات كان سيشجع الناس عموما على التطعيم والاقتداء بأساتذتهم وبأساتذة أبنائهم.. وكان الوزير نجح فى هذا الامتحان، قبل الطلاب، فى ضرب ألف عصفور بتطعيم واحد!

ومع ذلك أرى أن الفرصة أمام الوزير، مازالت متاحة، ويمكن توفير التطعيم لأعضاء هيئة التدريس والاداريين، وخصوصا قبل بداية أعمال الكنترول، فهو الكارثة الحقيقية والملاذ الآمن للفيروس، والذى يمكن أن يساعد على انتقاله بسرعة من خلال أوراق الأسئلة والإجابات.. يعنى نحن أمام مصيبة قادمة لا محالة.. أتمنى من الله أن ندرك مخاطرها حيث سيتعاملون مع الملايين من أوراق الأسئلة والإجابات التى لا شك أنها ملوثة بالفيروس.. وحتمًا ستساعد فى انتشاره أكثر مما هو عليه..!

وليس خافيًا على أحد أن الوضع غير مطمئن، وأجزم أن الكل يعلم، بدون استثناء، أنه لا يوجد بيت من البيوت فى مصر لم يدخله الكورونا.. وعائلات لا حصر لها فقدت الكثير من أبنائها.. فكيف لنا قلب أن نظل متمترسين عند الخطوط الأولى للمعركة، ونتصور أننا فى مأمن من هذا العدو الشرس، بمجرد الاختباء منه وراء الكمامة بينما هو داخل البيوت يأكل.. ويشرب.. وينام.. ويقتل؟!

[email protected]