رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

ذرف » نتنياهو» دموع التماسيح، وهو يشرح لنحو 70 سفيرا أجنبيا فى إسرائيل ،كيف أن الجيش الإسرائيلى ،يحرص على تفادى إصابة المدنيين ، وأنه من فرط حرصه ،حين يقبل على قصف مبنى سكنى ، يتصل بسكانه وينقل لهم نبأ القصف.وقال وزير خارجيته» أشكنازى «أن هذه الحرب لم تكن بمبادرة من إسرائيل ، بل ردا على قصف حماس للقدس من قطاع غزة. 

المشكلة ليست فى ذلك اللغو وتلك الأكاذيب الفاجرة ، المعتادة من القيادة الٍإسرائيلىة. المشكلة أن عددا من الدول الغربية التى مثلها هؤلاء السفراء ، قد صدقته، وأمطرتنا بلغو مماثل ،عن حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس. مع أن  وقائع الحرب  كانت تجرى لحظة بلحظة أمام أعين  بلدان العالم  ،على شاشات  الفضائيات  .  

فمن بدأ الحرب هجوم للمستوطنين تحت حماية  الجيش الإسرائلى ، على سكان حى الشيخ جراح فى القدس  المحتلة سعيا لتهجيرهم من منازلهم ، ومنعهم فى رمضان من الصلاة فى باحة المسجد الأقصى، وجاءت صواريخ غزة ردا على هذا العدوان وليس العكس  . 

خطة جهنمية رسمها مجرم حرب محترف .  يشعل فتيل الحرب لأسباب انتخابية ، ليسقط التشكيل الحكومى الذى تم بغيره ،وليظل هو رئيسا للحكومة ، لكى يحميه  منصبه من السجن فى قضايا فساد مالى وٍإدارى  ، مقدما أمن وسلامة وحياة مواطنيه ، قربانا لهذا الثمن الرخيص! 

أما إنسانية جيشه ،فقد تجلت فى هدم بنايات سكانية وأبراج إعلامية  وتحطيم شبكات الماء والكهرباء،  تدمير 15مدرسة و6مستشفيات ، وقطع طرق، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهجير نحو 58 الف فلسطينى ، تشكو منظمة   «الأنروا» «من الحصار الإسرائيلى الذى يشل قدرتها على توفير الاحتياجات المعيشية لهم  .  

خلفت إنسانية الجيش الإسرائيلى، أكثر من 240 شهيدا فلسطينيا  بينهم طواقم طبية و أكثر من 60 امراة بينهن حوامل ، وأكثر من 67 طفلا ،وإبادة أسر بأكملها من الجدود إلى الأحفاد، ،ونحو 7805 جريح  بينهم أعداد كبيرة من أطفال فقدوا أطرافهم وأعينهم ، ومعظمهم بجروح مميتة و لا شفاء لها . 

عنجهية نتنياهو، لا تخفى الحقائق على الأرض: توحد المقاومة الفلسطينية ، وقدرة صواريخها المصنعة محليا ،على الوصول للمدن الإسرائيلية، وقتلها 12 إسرائيليا، واجبار  ملايين  الإسرائيليين خلال 11 يوما على  العيش فى المخابئ، ومغادرة كثيرين منهم إلى الخارج ، فضلا  عن خسارة إسرائيل نحو100مليون دولار يوميا . كما  أثبتت عجز القبة الحديدية عن  ضمان الأمن الداخلى، وشل مفعول الصورايخ  . ولعل تفسخ النسيج الاجتماعى العربى – اليهودى فى الداخل الإسرئيلى ، هو أفدح تلك النتائج التى سينعكس أثرها بالسلب فى المستقبل القريب. 

عادت القضية الفلسطينية لتتصدر جدول أعمال المجتمع الدولى ، بعد أن أراد اليمين الإسرائيلى بقيادة نتنياهو شطبها من الوجود ، وتحويلها من حركة تحرر وطنى ، يرزح شعبها تحت دولة احتلال، إلى مجرد قضية إنسانية تستدعى توفيرا للغذاء والكساء . 

 تعود  القضية الفلسطينية ، كما كانت ، قضية تحرر وطنى من دولة احتلال فاشى ، لا يلقى بالا لمستلزمات القانون الدولى ،ويحظى لأسباب دخلية كذلك، بدعم أمريكى وغربى غير مسبوق. ولكى لا يتحول وقف إطلاق النار الحالى إلى هدنة مؤقته، تعود فى أعقابها ريمة لعدوانيتها القديمة، فعلى المقاومة الفلسطينية أن تسعى لإنهاء الانقسامات فى الساحة الفلسطينية ، وأن تتحرر ليس فقط من سياسات الأمر الواقع التى يراد فرضها على الشعب الفلسطينى لحرمانه من حقه فى الدولة المستقلة ، بل من قيادات فاسدة ترهلت ، ولا تستحى فى الصراعات على السلطة والنفوذ ، من توظيف دماء الفلسطنيين للبقاء فى مقاعدها، والحفاظ على مكاسبها ، فضلا عن المتاجرة بالدين ! 

قيادة فلسطينية ملهمة وقادرة على  لم الشمل ، وحشد عناصر القوة ، وتقديم القدوة فى التقشف والنزاهة والاستعداد لمواصلة الكفاح والتضحية ،باتت من ضرورات اللحظة ، ومن دروس التجارب التاريخية ،التى تعلمنا أنه لاحقوق للضعفاء ، فى عالم يفتقد للعدالة  فضلا عن الضمير فى صياغة القرار الدولى.