يؤكدون أن هذا العيد شعاره ثلاثة فى الإيمان المسيحى .. عهد جديد .. واسم جديد .. وعشاء مجيد .. أما العهد الجديد فهو بدم مخلصنا السيد المسيح ، العهد الأول عهد الناموس ، أما هذا فهو عهد النعمة بالصليب ، عهد الخلاص ، عهد الإنجيل .. وأما الاسم الجديد فلأن اسمنا الأول أولاد آدم المنتسبين لآدم المحكوم عليه باللعنة والموت ، وأما اسمنا الجديد فإننا أبناء الحى الذى لا يموت ، فنحن الآن أحياء مع المسيح الحى المقام من الأموات « الذى يؤمن بى أعطيه اسماً جديداً « .. وثالثاً وأخيراً « العشاء المجيد « .. « أتعشى معه وهو معى « المسيح أخذ عشاءنا وأعطانا عشاءه ، بادلنا حباً بحب وطعاماً بطعام ، حبه لنا أنه مات من أجلنا وحبنا له أننا نحيا له ومعه ونخدم اسمه القدوس ، طعامه الحياة وطعامنا الموت ، مات لنحيا ، وحيينا ونحن مستحقون للموت ، الحى صار ميتاً والأموات نالوا الحياة ، فقيامة المسيح من الأموات هى سلاح القوة لغلبة كل الأعداء ، بل سلاح الظفر والانتصار فى كل الأزمنة والدهور ..
فى تأمل للقبر المقدس ومن كان فيه فوجدته قبراً فارغاً ، فالمسيح قام ولن يموت أيضاً ، هكذا نحن قمنا مع المسيح ، غلبنا قوات الخطية والموت ، فلن توجد للخطية قوة ضدنا ، لأننا أحرار « تعرفون الحق والحق يحرركم « كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية ، والعبد لا يبقى فى البيت بل يخرجونه خارجًا « فإن حرركم الابن بالحقيقة تكونون أحرارًا « .. هذه الحرية صارت لنا بقيامة المسيح من الأموات ، فهذا العيد ليس عيد أكل وملبس ، هو عيد قيامة الأموات من موت الخطية ، فأى فرح أعظم من هذا ، وأى سرور يفوق هذا السرور ، وأى نصيب يساوى هذا النصيب ، وهو النصيب الصالح الذى لن يُنزع منه إلى الأبد ...
وفى تأمل بديع لروعة « القيامة « يذكرنا قداسة البابا شنودة الثالث ، بالرؤية التالية :
عندما خلق الله الإنسان خلقه للحياة ... نفخ فيه نسمة حياة ، فصار نفسًا حية . و أراد الله له الحياة و الخلود . و لكن حرية الإنسان انحرفت إلى الخطيئة ، فجلب لنفسه الموت كنتيجة لخطيئته ، لأن « أجرة الخطية هى موت « ( رو 6 : 23 ) . و هكذا دخل الموت إلى العالم . و ساد على الجميع . لذلك نحن نفرح بالقيامة . لأنها انتصار على الموت . وعودة بطبيعة الإنسان إلى الحياة . فالله خلق الإنسان ليحيا لا ليموت . قيامة المسيح هى عربون لقيامتنا جميعاً ، لذلك وصفه القديس بولس الرسول بأنه « باكورة الراقدين « ( 1 كو 15 : 20 ) هو الباكورة ، و نحن من بعده. و لعل سائلاً يسأل : كيف يكون المسيح هو الباكورة ، بينما قام من قبله كثيرون ؟! . حقًا هناك اشخاص قاموا من الموت قبل المسيح ، ولكنهم بعد قيامتهم عادوا فماتوا ثانية . ومازالوا ينتظرون القيامة العامة . أما قيامة المسيح فهى القيامة التى لا موت بعدها ، و هى الباكورة ، و الشهوة التى يشتهيها كل مؤمن بحب الخلود ... القيامة التى نعينها هى الطريق إلى الأبدية التى لا نهاية لها.