رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

للساحات الصوفية دور اجتماعى ونفسى كبير مؤثر؛ فهى واحة قطاع كبير من الشعب يجد الراحة النفسية وعلاج روحه والتخلص من أعباء الحياة فى جو روحى بديع، تقوم الساحات بالفصل بين المتخاصمين وإرجاع الحقوق وإنصاف المرأة ومنحها كامل حقوقها، وتعد مكانًا للبوح بما فى الصدر الذى ضاق بما لا يقال، كما أنها منار تعليم وتهذيب فهنا آدب السلوك الذى لا نجده فى المدارس والجامعات، إنه تذكير النفس بالزهد والعمل فى آن واحد، دعوة للحياة وفتح أبواب الأمل والتفاؤل فى وجوه المحرومين اليائسين، كما يجد الفقير المأكل والمبيت والوعظ والإرشاد، إنها تهذب الروح وتهز النفس لترجعها إلى تذكّر الموت وترك الأحقاد والصغائر وتقبّل البشر على ما هم عليه دون تمييز ودون احتقار، صليتُ الجمعة فى ساحة الشيخ الطيب بالأقصر فهى ساحة يؤمها آلاف الناس مع تطبيق الإجراءات الصحية الاحترازية خشية العدوى.

بعد أداء صلاة الجمعة جلس الشيخ محمد الطيب شيخ الطريقة الخلوتية فى مجلس بالساحة يحل مشكلات الناس ويصلح بينهم، ويرشد المريدين ويرحب بالزائرين ويقوم على إكرام الناس هو وأبناؤه وأبناء إخوته وعائلته ومريدوه، لا يأكلون إلا إذا شبع كل الزوار، بينما جلس فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب فى مجلس بالساحة يسمع شكاوى المظلومين ويتصل بهاتفه بهذا وذاك حتى يعيد حقوقهم، فهذا رجل يشكو إليه ضيق حالته المالية فيوجه القائمين على جمعية الطيب الخيرية برعايته ماديا، وتلك المرأة التى أتت من الإسكندرية ومعها طفلاها الضريران وتخبره أن لديها طفلا ثالثا ضريرا أيضاً فيتكفل برعايتهم ماديا فى تعليمهم الأزهرى ويتقدم الابن الأكبر الكفيف الطالب بالصف الأول الثانوى ويتحدث فى لغة عربية فصحى تهز مشاعر الحاضرين فيثنى عليه الإمام ثناء جميلا ويشكره على فصاحته وبلاغته، وتلك المرأة التى نَصبَ نصّاب عليها موهما إياها ببيع شقة وتدفع له أكثر من أربعين ألف جنيه فلا تجد إلا السراب، ويحاول حلّ هذه المشكلة فى صبر وتبسم وغير ذلك من المشكلات.

جلسنا من بعد صلاة الجمعة حتى صلاة العصر نستمع إلى حلهما مشكلات الناس القاصدين ساحتهما وبعد صلاة العصر يدعونى الشيخ محمد والإمام الأكبر إلى تناول الغداء معهما بين جمهور الناس، لهذا الخبز ولهذا الطعام مذاق خاص، نأكل مع الناس الذين لا يصدقون أن فضيلة الشيخ والامام الأكبر بجانبهم يأكلان فى تواضع ويتباسطان مع الناس فى الحديث، كم كان يوما جميلا وكما قال لى الشيخ محمد: تعال حتى تجدد طاقتك الروحية.

< خاتمة="">

قال الشاعر

نحن فى ساحة الكرام نزلنا

ونزيل الكرام حاشا يضامُ

[email protected]