رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

خلال عام واحد فقط، استطاع فيروس صغير ـ لا يُرى بالعين المجردة ـ أن يكون العدو الأكبر للبشرية، ليختصر الزمن، ويحتكر القوة والسيطرة، ويؤكد مقولة «التاريخ لا يسير بخط مستقيم»، وأن لكل مرحلة رموزها وأبطالها وقادتها واختراعاتها.. وكذلك أوبئتها.

على مر العصور والأزمنة، واجهت البشرية تهديدات من الفيروسات وسلالاتها المختلفة، بما فى ذلك الأوبئة القاتلة.. لكن حركة الحياة ظلت مستمرة، ولم تتوقف مع كل عدوى جديدة أو جائحة.

لكن «كورونا»، الذى أرعب العالم، مختلف فى كل شيء، نظرًا للطبيعة الفريدة والمراوِغة للفيروس، سواء أكان فى تركيبته البيولوجية، أم فى سرعة انتقاله وانتشاره، ما يجعله تهديدًا حقيقيًا لأجسادنا وحياتنا.

ربما أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا مما نظن، خصوصًا أن الشتاء على الأبواب، لتعود من جديد التحذيرات والقرارات الصارمة والإجراءات المشددة وتقييد التجمعات، لكبح جماح الفيروس، والحد من زحف انتشار الموجة الثانية، بعد أن سجلت أعداد المصابين 50 مليونًا، واقتراب عدد الوفيات من 1.3 مليون إنسان.

نتصور أننا أصبحنا نعيش حالة من اليأس والتشاؤم، أكثر من أى وقت مضى، بعد فشل معظم الإجراءات الوقائية التى جرى تطبيقها على مستوى العالم، فى المرحلة الأولى للوباء، لتسقط معها نظرية «مناعة القطيع».

ومع تزايد أعداد الوفيات وحالات الإصابة حول العالم، تستعيد الذاكرة «نظرية المؤامرة» التى يزداد أنصارها يومًا بعد يوم، خصوصًا أن كافة التوقعات بالتوصل إلى لقاح ناجع لمواجهة «كورونا» قبل نهاية العام الجاري، كانت مجرد «مسكنات»!

كما أن المتابع لحالات الإغلاق شبه الكامل فى كافة أنحاء أوروبا، والتوقعات بأن «العلاج السحري» المنتظَر لن يكون قبل إبريل من العام المقبل، يفتح الباب واسعًا أمام فوضى الخرافات والجهل.. وبالطبع أثرياء الأوبئة.

ومع بدء الموجة الثانية لفيروس كورونا، بانتظار اللقاح الموعود أو ما يُطلق عليه «الكأس المقدسة» التى ستُنهى الوباء اللعين، بات من الطبيعى أن تزداد مشاعر الضيق واليأس، الممزوجة بأجواء الخوف والقلق من تداعيات الوباء، على المال والأنفس والثمرات.

ربما لن نستطيع إدراك حجم التغيير الذى سيخلِّفه «كورونا» على التاريخ البشرى والإنساني، إلا بعد التوصل لعلاج ناجع، ثم إحصاء العدد النهائى للضحايا، وبالتالى تحديد المدة التى تمكَّن فيها الوباء من وقف دوران عجلة الاقتصاد العالمي، والتأثير المباشر على كافة مناحى الحياة.

نعتقد أن ما بعد جائحة كورونا، يتجاوز «نظرية الوباء القاتل»، التى كانت أسيرة للروايات وكتب التاريخ وأفلام هوليوود المثيرة، فالواقع الذى نعيشه يؤكد أننا مقبلون على ما يصعب توقعه أو إدراكه، وبالتالى كلما طالت معركة الصراع مع الوباء، كانت التداعيات أكثر كارثية على العالم.

أخيرًا.. تابعنا عبر مختلف وسائل الإعلام، ما يفعله سكان العاصمة البيروفية «ليما»، على لوح أسود أطلقوا عليه «جدار الأمل»، حيث يكتبون بالطبشور أمنياتهم لما بعد انقضاء جائحة كورونا، على قاعدة أن «الأمل مُعْدٍ.. وكذلك الخوف».

هؤلاء الزوار يطلقون العنان لأمنيات يرغبون فى تحقيقها بعد انحسار الوباء، مدوِّنين إياها على الجدار، ثم العودة مرة أخرى، لإعادة قراءة ما كُتب عليه، وقد لوحظ أن أبرز ما تم تدوينه باللونين الزهرى والبنفسجي: «أريد المشى بحرِّية من دون كمامة».

فصل الخطاب:

صفة التشاؤم إحدى ممارسات المجتمع الجاهلي، واليأس والإحباط لغة الفاشلين.. ويبقى التفاؤل بوابة الأمل.

[email protected]