رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

صدر مؤخرا عن دار الوفاء بالإسكندرية كتابا عن د.محمد مجدى الجزيرى أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا، الكتاب قام بتحريره مجموعة كبيرة من تلاميذه فى الجامعات المختلفة، تناولوا فيه مسيرته وفكره، وذلك تكريما وعرفانا بدوره، فكرة الكتاب للأسف لم تخرج من قسم الفلسفة الذى أسسه د.مجدى وتولى رئاسته منذ تأسيسه فى نهاية السبعينيات وحتى تقاعده، بل كانت الفكرة لأحد تلاميذه بجامعة سوهاج، هو د. حمدى الشريف مدرس الفلسفة، الذى تحمل عبء الاتصال ببعض تلاميذ أستاذه، وحثهم على المشاركة فى الكتاب التذكاري، وجمع المادة وصنفها وجهزها للنشر، وقبل دخلوها إلى المطبعة سلمها للشاعر الكبير نصار عبدالله أستاذ الفلسفة بجامعة سوهاج لمراجعة المقالات والدراسات، وكتابة تصدير كمقدمة للكتاب.

عرفت د.محمد مجدى الجزيرى فى نهاية السبعينيات، منذ أكثر من أربعين سنة، عندما التحقت بقسم الفلسفة فى كلية الآداب جامعة طنطا، أظنه كان مازال يحمل درجة الماجستير، لفت انتباه أغلب الطلاب فى السنة الأولى بثقافته، ومهارته فى صياغة أفكاره، وبطرحه الدائم للتساؤلات، فقد كان يجر الطلاب إلى المشاركة، لم تكن محاضراته حصة تلقين أو تسميع لما يعرفه، ولا محاولة للتكسب ببيع كتابه كما يفعل البضع، بل كانت أقرب إلى ندوة: توضيح، وتفسير، ومناقشة لبعض القضايا الفلسفية المعاصرة، وهذه الندوة يمكن للمتلقى فيها أن يشارك بالاستفسار أو الرأي، والمدهش فى هذه الندوة أنها غالبًا ما كانت تخرج عن الفلسفى إلى الأدبى والفنى وإلى الجمالى، تستدعى فيها ديوستوفيسكى، ونجيب محفوظ، وصلاح عبدالصبور، وصلاح أبوسيف، وإليوت، وأحمد فؤاد نجم، ومحمود درويش، ومقالات أحمد بهاء الدين، وعلى أمين، وزكى نجيب محمود، وفؤاد زكريا، ومسرحية السبنسة، وإلا خمسة، وعلى جناح التبريزى وتابعه قفة، وكاسك يا وطن، وفيلم لعبة الست، وليلى بنت الفقراء، والزوجة الثانية، والأرض، وأغنية فى البحر لم فتكم، والأطلال، والبيت القديم، وسكن الليل، وقدك المياس، وسيمفونية دو جوفانى لموتسارت، وسوناتا 65 لشوبان.

بعد أربع سنوات تأثر اغلبنا بأسلوب د.الجزيرى الحوارى، وقد توافقت نفسيتى وعقليتى مع علامات الاستفهام التى كان يطرح فيها أفكاره، فجأة ضبطت نفسى أقلده فى طريقة كلامه وكيفية تحويله فكرة إلى مجموعة من علامات الاستفهام، بعضها يتضمن اجابات، كما استحسنت كثيرا عروجه إلى الثقافى والفنى والأدبى والتاريخى لاستدعاء شواهد تقريبية.

لم نتعلم من د. الجزيرى حب الفلسفة والجمال فحسب، بل حاولنا كذلك أن نقلده فى تسامحه وطيبته وهدوءه، فقد كان على قدر كبير من التسامح والطيبة، ليس لأنه هو صاحب الترجمة، بل لأنه بالفعل من الشخصيات المتسامحة، ويمتاز بقدر من الشهامة لا يجب اغفالها، يساند بماله ورأيه ومواقفه أصدقائه وتلاميذه ومن يلجأ إليه.

تحية تقدير لكل من شارك فى الكتاب تكريماً لهذا الأستاذ الذى شرفت بمعرفته والتعلم على يديه، وشرفت أيضا بصداقته منذ كنت تلميذا له وحتى يومنا هذا.

 

[email protected]