رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

فى ظنى أننا لم نتقن كيفية استخدام سلاح التطبيع، وطوال السنوات الماضية لم نقف لحظة واحدة للتفكير، هل نستخدم السلام جيدًا؟، هل نوجهه الوجهة الصحيحة؟، ما هى الفائدة التى عادت علينا من استخدامه؟، حتى عندما يتأكد لنا أننا وجهناه إلى الجهة غير الصحيحة لا تعتذر ولا نتراجع ونصر على الخطأ، والمؤسف فى هذه المعركة أننا لا نميز العدو بشكل جيد، ووجهنا السلاح لكل من يتشابه معه فى الديانة والجنسية، بعد أن كان العدو هو الصهيونى صار الإسرائيلى واليهودى وكل من يساندهم، لا للتطبيع وجهناه لكل يهود العالم وكأننا نحارب به أهل ديانة وليس أصحاب الأيديولوجية الصهيونية، حتى الذين ينادون بالسلام، والذين يعترفون بالحقوق العربية رفعنا بالسلاح لا للتطبيع فى وجه من يقترب منهم، استخداماتنا لهذا السلاح طوال السنوات الماضية كان ضد أنفسنا وليس ضد العدو الصهيونى، فالذى يتأمل سلوكياتنا وكم الاتهامات والإدانات التى أنتجناها طوال ربع قرن من الزمان، يكتشف ويتأكد أننا قد نجحنا فى محاصرة أنفسنا بهذا السلاح ولم نحاصر العدو الصهيونى، تفننا وأبدعنا وأسرفنا فى جلد ذاتنا وتقييد أنفسنا بأنفسنا، تمامًا مثل بعض رجال الدين المتشددين أو الذين يسرفون فى أحكام الحرام والتكفير، كلما جمعت الصدفة أحدنا بالعدو أو من يشبهه فى الجنسية أو الفكر أو الديانة، نصبنا له المحاكمة وأصدرنا أحكام إدانة قبل أن يمثل المتهم أمام هيئتها، وغالبًا ما كانت الأحكام صكوك إدانة: المطبع أو العميل أو الخيانة، أصبح كل منا يتحسس الآخر، يفتش فى جنسيته، فى جذوره وأصوله وديانته وأيديولوجيته قبل أن يتحدث معه لكى لا يتهم بالعمالة والخيانة، وعندما يطالب أحدنا بالتمييز بين اليهودى والصهيونى والإسرائيلى، نقف أمامه جميعًا ونتصدى له ونتهم بمحاولة زرع الفتنة وشق الصف والدعوة إلى التطبيع، أكثر من ربع قرن من الزمان ونحن بهذه العقليات لا نرغب فى التفكير ولا فى المراجعة، والنتيجة أننا أصبحنا سجناء الشعار الذى رفعناه والسلاح الذى حملناه، وأصبح العالم أجمع على يقين أننا نحارب أصحاب ديانة وليس اتباع الإيديولوجية، أننا نرفض الآخر لديانته وجنسيته وليس لصهيونيته، لهذا أصبح من الضرورى أن نحرر أنفسنا أولًا من القيود التى قيدنا بها أنفسنا، وأن نقف للحظة نراجع فيها أنفسنا: هل سلاح لا للتطبيع مازال مؤثرًا؟، هل نتوقع منه نتائج إيجابية؟، هل نستخدمه فى الوجهة الصحيحة؟، ألا تحتاج خططنا إلى إعادة صياغة أو تطوير أو تحديث؟

[email protected]